اعرب كثير من الفلسطينيين عن حزنهم وتعاطفهم مع المواطنة البريطانية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان كيت بيرتون 24عاما التي خطفها مع والديها مجهولون في مدينة رفح مساء اول من امس. وبدا الغضب والانفعال واضحين على وجوه كثيرين سألتهم"الحياة"عن اختطاف بيرتون ووالديها وظاهرة خطف الاجانب في شكل عام. وكان مسلحون ملثمون فلسطينيون خطفوا بيرتون ووالديها بالقرب من معبر رفح الحدودي الواقع جنوب شرقي مدينة رفح اقصى جنوب قطاع غزة، في واحدة من أسوأ حوادث خطف الاجانب، لاسباب تكون احياناً تافهة وفي غير محلها، من دون ان تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الخطف. وتأتي عملية الخطف الاخيرة في واحد من اسوأ مظاهر الانفلات الامني والفوضى العارمة المستشرية في القطاع. واعتصم عشرات الفلسطينيين في باحة المجلس التشريعي في مدينة غزة أمس احتجاجاً على خطف بيرتون ووالديها، بدعوة من مركز الميزان لحقوق الانسان الذي تعمل فيه الناشطة البريطانية منسقة للعلاقات الدولية. وحمل المعتصمون لافتات نددت بظاهرة الانفلات الامني والفوضى وعدم قيام السلطة بما يكفي لردع من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الاعمال التي يصفها معظم الفلسطينيين بانها"مشينة". واعتبر المعتصمون ان خطف الاجانب يسيء الى الشعب الفلسطيني ويشوه صورته امام العالم كله، داعين السلطة الفلسطينية الى وضع حد لهذه الظاهرة والضرب بيد من حديد على أيدي الخاطفين. ويبدو واضحاً من تكرار عمليات خطف الاجانب التي تميز بها العام الجاري ان لجوء السلطة الفلسطينية الى مفاوضة الخاطفين أحياناً، وعدم اعتقالهم وتركهم الى حال سبيلهم في اعقاب اخلاء سبيل جميع المخطوفين ان الجهات التي تخطف الاجانب، ومعظمها محسوب على حركة"فتح"، وجدت في سكوت السلطة ما يشجعها على خطف المزيد من الاجانب لتحصيل ما يعتبرونه حقوقهم. وتتمحور مطالب الخاطفين في الغالب حول طلب توفير وظائف وفرص عمل لهم في اجهزة السلطة الفلسطينية وهيئاتها. وعلمت"الحياة"ان بيرتون التي كانت تقضي اجازة عيد ميلاد السيد المسيح في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية دعت والديها الى زيارتها في غزة لاطلاعهما على معاناة الشعب الفلسطيني وظروفه المأساوية، ولتقديم الدليل لهماعلى ان قطاع غزة مكان آمن وان لا خوف عليهما من عمليات الخطف التي تبدو ظاهرة واضحة في القطاع. وجاءت عملية خطف الثلاثة لتثبت عكس ما ارادت كيت ان تثبت لوالديها والعالم. وقال مركز الميزان لحقوق الانسان في بيان وزعه اثناء الاعتصام ان"كيت تتميز بتعاطفها مع الفلسطينيين، ونشاطها الدؤوب لشرح معاناتهم وفضح الانتهاكات الاسرائيلية التي ترتكب في حقهم، ولديها رغبة شديدة للعمل في قطاع غزة، على رغم اجواء انعدام الأمن". وقال المركز ان تسع عمليات خطف وقعت خلال العام الجاري، طاولت 17 اجنبياً. واضاف انه على رغم ان كل تلك الجرائم انتهت بالافراج عن الخاطفين، الا ان استمرارها يشكل نموذجاً صارخاً لتردي الاوضاع الامنية الداخلية ومواصلة الاعتداءات على سيادة القانون التي تمر من دون ملاحقة جدية من جانب السلطة الفلسطينية". واشار المركز الى ان اياً من المتورطين في جرائم الخطف السابقة لم يقدم للعدالة، على رغم معرفة السلطة والمجتمع الفلسطيني بهوياتهم. واكد المركز ان لديه من"الادلة ما يشير الى اذعان السلطة الفلسطينية لمطالب خاطفين في حالات محددة". وفي لندن ا ف ب، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية امس ان لندن"تعمل جاهدة"مع المسؤولين الفلسطينيين لتأمين اطلاق سراح الناشطة الاسكتلندية الشابة بيرتون ووالديها. وقال ناطق باسم الوزارة:"يمكننا التأكيد ان كيت بيرتون ووالديها خطفوا ونحن على اتصال مع اقاربهم لنؤمن لهم المساعدة التي يحتاجونها".