قتل ثلاثة من أفراد الجيش اليمني وجرح 18 آخرون على الأقل في منطقة الخفجي التابعة لمحافظة صعدة شمال غربي اليمن في هجوم شنه مسلحون من عناصر تنظيم"الشباب المؤمن"الذي يتزعمه بدر الدين الحوثي في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء على دوريات تابعة للقوات الحكومية في المنطقة المرشحة لمواجهات جديدة بين الطرفين. وأكدت مصادر متطابقة في صعدة ل"الحياة"أن أجواء توتر تخيم على المنطقة التي تتمركز فيها قوات من الجيش وتنتشر فيها دوريات ونقاط تفتيش، نتيجة الوجود الكثيف لمسلحي الحوثي الذين يطالبون القوات الحكومية بالانسحاب من المنطقة منذ اتفاق الهدنة بين الطرفين في اعقاب التمرد الثاني الذي قاده مطلع هذا العام بدر الدين الحوثي في مناطق آل شافعة - الرزامات - النقعة، على غرار التمرد الأول في جبال مران الذي قاده الحوثي الابن حسين وقتل فيه مطلع أيلول سبتمبر من العام الماضي. وقالت المصادر إن هجوماً آخر تعرضت له وحدة عسكرية في المنطقة نفسها، قرب نقطة آل ضبيان ظهر أمس، شنه"حوثيون"وأسفر عن جرح جنديين وثلاثة مدنيين. وتحدثت المصادر نفسها عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى من أنصار الحوثي في الهجومين. وأشارت المصادر الى أن مجموعات كبيرة من اتباع الحوثي تحتشد في مناطق عدة من محافظة صعدة منذ فترة، وأن هناك العشرات، وربما المئات، من مناطق ومحافظات يمنية أخرى ينضمون الى هذه المجموعات، ما يعد مؤشراً الى احتمال تجدد المواجهات مع القوات الحكومية، خصوصاً أن اتباع الحوثي أكدوا أن قرارات الرئيس علي عب الله صالح المتعلقة بالعفو العام الذي أعلنه في 5 أيلول سبتمبر الماضي عن المعتقلين منهم ومعالجة آثار الحربين اللتين شهدتهما صعدة، لم تنفذ حتى الآن، وأن المحاكم اليمنية ما تزال تنظر في قضايا بعض الخلايا"الحوثية". واتهمت مصادر قريبة الى تنظيم"الشباب المؤمن"مسؤولي السلطة المحلية وأجهزة الأمن ومسؤولين عسكريين في محافظة صعدة بانهم"يمارسون استفزازات متعمدة"ضد أنصار الحوثي على رغم الهدنة مع القوات الحكومية، ويرفضون التعاون مع رجال القبائل والمشايخ والأعيان لتهدئة الأوضاع، والتخفيف من المظاهر العسكرية والأمنية ورفع بعض النقاط العسكرية عند مداخل المحافظة والطرق الرئيسية التي تربط المناطق بعاصمتها. ويرى مراقبون ان التطورات الأخيرة في صعدة تجعل الاحتمالات مفتوحة، بما في ذلك تجدد الاشتباكات والمواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين، خصوصاً أن بعض القبائل التي ساندت القوات الحكومية في التمردين السابقين يتعرض بين حين وآخر الى هجمات انتقامية من قبل عناصر تابعة لتنظيم"الشباب المؤمن"، وأن هذه القبائل تضغط على السلطات لحسم الصراع. ولم يصدر عن الحكومة اليمنية أي بيان رسمي عن التطورات الاخيرة في محافظة صعدة.