اعترفت الولاياتالمتحدة أمس بأنها لن تستطيع الانتصار في العراق بالوسائل العسكرية وحدها فقررت الاتصل بالمقاومة، مستثنية تنظيم"القاعدة"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، والموالين للرئيس المخلوع صدام حسين، ومؤكدة وجود تعاون اقليمي واتصالات مع"دول عربية سنية"لهذا الغرض. وجاء هذا التطور المهم فيما أكدت وزارة الخارجية العراقية ما نشرته"الحياة"عن اتصالات مع ممثلين للجماعات المسلحة، على هامش مؤتمر القاهرة الذي عقد بين 19 و21 الجاري. من جهة أخرى أفادت وكالة الأنباء السعودية أمس أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استقبل أمس رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري على رأس وفد كبير وبحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. واستقبله أيضاً ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي قال ان"العراق في قلوبنا"داعياً الله الى"ان يحميه من كل سوء". أمنياً اغتال مسلحون كبير مجلس علماء محافظة الأنبار رئيس مجلس علماء المسلمين في الفلوجة الشيخ حمزة عباس لدى خروجه من مسجد"الوحدة". وبعد ساعات من إعلان منظمة مسيحية انتماء أربعة غربيين هم كنديان وبريطاني وأميركي"فقدوا"في العراق اليها، بثت قناة"الجزيرة"شريطاً تتبنى فيه جماعة مجهولة اسمها"سيوف الحق"خطف الرجال الأربعة الذين وصفتهم بأنهم جواسيس لقوات الاحتلال، يتخفون كناشطي سلام مسيحيين. ويظهر الرهائن الأربعة في الشريط جالسين على الأرض، في حين يعرض التسجيل جوازاً بريطانياً للناشط نورمان كمبر. أكد السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليل زاد ان الولاياتالمتحدة تسعى الى اجراء اتصالات"مع بعض المتمردين لكنها لن تتفاوض مع الجميع". وأضاف في حديث الى شبكة"اي بي سي"انه منفتح على المفاوضات مع أي من الجماعات المسلحة، باستثناء الموالين لصدام وأنصار الزرقاوي. ولم يوضح هوية الجماعات التي يأمل بالتفاوض معها. لكنه قال انها"من الأقلية السنية التي تشعر بأنها مستبعدة من العملية السياسية". وأوضح ان تحرك حكومات أخرى في المنطقة"كان حاسماً في اجراء اتصالات مع المتمردين". وزاد:"اذا كنا نريد عراقاً جيداً يجب ان نتيح للسنة المشاركة السياسية". وأضاف:"طلبنا أخيراً مساعدة دول عربية سنية، لتسهيل ذلك وتشجيعه". وتابع:"لا يمكننا ان ننتصر في نزاع كالذي نخوضه بالوسائل العسكرية وحدها. يجب ان نعتمد ايضاً مقاربة متكاملة تحظى برضى الناس". وأكد ان"الاتصالات مع السنة تهدف الى عزل جماعتي الزرقاوي وصدام". الى ذلك أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان الخطة الاميركية لوضع جدول زمني للخروج من العراق ستشمل انسحاباً تدريجياً من المدن خلال النصف الاول من عام 2006 يليه انسحاب إلى عشر قواعد عسكرية منتشرة في مناطق متفرقة خلال النصف الثاني من العام ذاته، على ان تبرم اتفاقية مع الحكومة العراقية لابقاء خمس قواعد. واضافت المصادر ان الخطة ستشمل بالاضافة إلى بناء القوات المسلحة العراقية فتح باب العودة أمام ضباط الجيش السابق والغاء قوانين الاجتثاث، واطلاق المعتقلين من الجماعات المسلحة على ان تتعهد تطبيق استراتيجية قصيرة لتطويق"القاعدة"، بالتزامن مع تعاون اقليمي يشمل ايران وسورية لقطع خطوط امداد الزرقاوي المالية والبشرية. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك اكد ان خطة خليل زاد للاتصال مع الايرانيين تشمل طلب مساعدتهم في وقف التمرد، لكنه شدد على ان هذه الاتصالات لن يكون لها تأثير ايجابي في العلاقات مع جمهورية ايران الاسلامية المقطوعة. وأوضح"انها مهمة محدودة جداً وتقتصر على المسائل المتعلقة بالعراق". الى ذلك، كشف وكيل وزارة الخارجية سعد الحياني اتصالات مع بعض الجماعات المسلحة، على هامش الاجتماع التحضيري لمؤتمر القاهرة، مؤكداً في تصريحات صحافية امس ان الحكومة ترحب بدخول هذه الجماعات في العملية السياسية. واضاف ان الحكومة تدرس امكان اطلاق عدد من المعتقلين الذين لم يثبت تورطهم في العمليات المسلحة التي استهدفت ابناء الشعب العراقي. وبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لتولي مسؤوليات أكبر ما يسمح بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية.