قال رئيس محطة تلفزيون"الراي"الكويتية يوسف الجلاهمة إن المحطة لن ترفع دعاوى ضد أفراد من عشيرة"الصلبة"قاموا ليل الخميس باقتحام مبنى المحطة وحطموا بعض مرافقها احتجاجاً على تعليق جاء في برنامج"قرقيعان"الساخر واعتبره أبناء"الصلبة"مهيناً لهم، ونجم عن الحادث اشتباك يدوي مع رجال الأمن ومصابين. ومن المفارقة، أن المشهد الساخر الذي كان يؤديه الفنان الملقب"ولد الديرة"في"قرقيعان"إنما كان موجهاً ضد الرئيس المخلوع صدام حسين، لكنه انقلب ليكون سبباً في أزمة بين العشيرة والمحطة التلفزيونية. وفي المشهد المثير للجدل كان"ولد الديرة"يؤدي دور مفسر أحلام يتلقى اتصالات من الجمهور ويعلق على أحلامهم، وكان أحد المتصلين المفترضين الرئيس صدام حسين الذي قال إنه رأى رؤيا انه يصارع الرئيس الأميركي جورج بوش ويهزمه، حينها قام مفسر الأحلام بتوبيخه واصفاً لحظة اعتقاله من قبل القوات الأميركية واخراجه من الحفرة التي كان مختبئاً بها، واستخدم"ولد الديرة"في هذا الوصف عبارة دارجة في شبه الجزيرة العربية ويعتبرها أبناء عشيرة"الصلبة"مسيئة لهم. وخلال ساعات من بث البرنامج، تجمع نحو مئتين من"الصلبة"عند السور الخارجي ل"الراي"ثم اقتحموا الى الداخل وحطموا بعض مرافق المحطة وتدخل رجال الأمن ووقع اشتباك أدى الى جرح ثلاثة منهم، واحتجزت الشرطة بعض مثيري الشغب، إلا أن الأزمة انتهت بإعراب"الراي"عن أسفها لسوء الفهم الذي حدث. وفي اليوم التالي ظهر"ولد الديرة"في التلفزيون معتذراً عما صدر عنه، وقال:"لم أقصد الاساءة لأي قبيلة، وأؤكد حبي وتقديري لكل القبائل". وقال الجلاهمة ل"الحياة"إن تلفزيون"الراي"يعتبر أن"المشكلة انتهت بتقديم ولد الديرة اعتذاره وتوضيحه، وليس لنا نية لرفع دعوى على أحد ممن اقتحموا المبنى وتسببوا في الأضرار". غير أن الحادث أثار امتعاض الأوساط الكويتية لما اعتبرته ضياعاً لهيبة الدولة والقانون بسبب ما فعله"الصلبة"من غوغاء وشعب، وكتبت صحيفة"الوطن"مقالاً افتتاحياً اعتبرت ما حدث"أمراً مفزعاً ودخيلاً على دولة الكويت الحديثة"، إذ"لا قاض يحكم ولا حكيم ينصح ولا قانون يحترم، بل ارتجال وتهور ومحاولة لأخذ ما يظنون انه حقوقهم بأيديهم". وسألت:"ماذا لو قررت قبائل رجال الأمن الثلاثة الذين اصيبوا أن يقتصوا لأبنائهم؟"، وقالت إن السكوت عما حدث"بداية الطريق لحرب أهلية".