تعرض مبنى صحيفة "القبس" الكويتية ، في ساعة مبكرة من فجر أمس، لاعتداء من جانب أشخاص من عشيرة "الصلبة" اقتحموا المبنى وكسروا أبواباً زجاجية وحاولوا تخريب المطبعة، في حين كان العشرات من أفراد هذه العشيرة يتظاهرون خارج المبنى ضد مقالة نشرتها الصحيفة عن تاريخ "الصلبة". وقال رئيس تحرير "القبس" محمد جاسم الصقر ل "الحياة" أمس، إن استدعاء العاملين في "القبس" لدوريات الشرطة حال دون إحداث مزيد من العنف أو التخريب في المبنى، وأنه لم تقع اصابات بين الأفراد، وتوارى المعتدون من دون ان توقف الشرطة أحداً منهم. وكان عادل عبدالمغني، وهو كاتب مؤرخ، يعد مقالات للصحيفة عن أحداث وشخصيات في تاريخ الكويت في زاويته "سور الديرة"، نشر صورة تاريخية في عدد الاثنين لنساء من عشيرة "الصلبة" يرقصن مع شرح لتراث هذه العشيرة التي يرى أنها تنحدر من أصول غير عربية وان أبناء القبائل العربية لا يتزوجون منهم وانهم يعملون في بعض المهن البسيطة وكانوا يقطنون الصحراء المجاورة لمدينة الكويت قديماً. وكتب أيضاً ان "الصلبة" يسمون في العراق "الكواولة" وفي بلاد الشام "النوَر" وان نساءهم يمشين سافرات خلافاً للنساء العربيات، وان بعض الباحثين يرون ان "الصلبة" هم مخلفات الحروب الصليبية ومنها اشتق اسمهم. ومن الواضح ان الوصف الذي اعطاه عبدالمغني لهذه العشيرة كان وراء الغضب التي أدى إلى الحادث. وقال الصقر ل "الحياة" إنه حضر إلى "القبس" لدى سماعه بالاعتداء، وأنه وافق على الاجتماع ببعض أفراد العشيرة الذين أبلغوه احتجاجهم على ما نُشر، وانه أجاب بأن المقال يعكس وجهة نظر الكاتب لا الصحيفة وان الكاتب استند في ما كتبه عن "الصلبة" الى كتب تراثية كويتية معروفة ومنشورة منذ سنوات بعيدة. واضاف "ما نشرته القبس موجود في كتب تطبعها وتوزعها وزارة الاعلام منذ زمن بعيد فلماذا لم يعترضوا على الوزارة". ونشرت "القبس" في عددها امس توضيحاً واعتذاراً اكدت فيه انها ترفض الاساءة الى اي فئة من المواطنين وترفض "كل اشكال التمييز او المساس بأصول الناس وأنسابهم". وارفقت ذلك بمقال لأحد أبناء العشيرة، وهو حمود البندالي، قال فيه ان ما نشره عبدالمغني "مزاعم ليس لها اساس من الصحة". واكد ان الصلبة "قبيلة مؤمنة بربّها ودينها ووطنها، وهي قبيلة عربية الاصل والتقاليد" منوّهاً بالعسكريين الصلبيين الذين استشهدوا خلال دفاعهم عن ارض الكويت". وكانت عشيرة الصلبة قامت بإجراء انتخابات فرعية للناخبين من افرادها خلال الانتخابات البرلمانية في عام 1996 في دائرة الصليبخات التي يتركزون فيها،ولم ينجح أحد من مرشحي القبيلة في الوصول الى مقاعد البرلمان.