يبدو أن الدراما الخليجية أخذت مساحة أكبر من الحرية هذا العام، ما مكنها من توجيه النقد في اتجاهات عدة، لتلامس قضايا تتعلق بالمواطنين، وأخرى تعنى بمشكلات الجهات الحكومية، إلا أن مسلسل «امرأة وأخرى» تطرق لقضية تعد فريدة من نوعها، إذ ناقش بتوسع استغلال السلطة الأمنية في الأغراض الشخصية. إذ تدور أحداث المسلسل حول مروان وهو ضابط يلعب دوره الفنان القطري عبدالعزيز جاسم، يستغل وظيفته في ظلم مواطنين أبرياء بهدف سجنهم والحصول على الترقيات التي يوعد بها. كما يناقش العمل تسلط الزوجات من خلال تسيير حياة أزواجهن، وأخطاء المبتعثين الخليجيين في الدول الغربية، لكنه في المقابل يلقي الضوء على الشخصيات الإيجابية في المجتمع وما يقدمونه من تضحيات في سبيل إسعاد من حولهم. وحول العمل، قال المدير العام لتلفزيون الراي يوسف الجلاهمة ل«الحياة»: «إن العمل يصنف من الدراما البوليسية، ويعتمد على سلطة الرجل صاحب النفوذ في الدولة، التي يستخدمها في تسيير حياة الآخرين ورسمها بحسب مصالحه»، وهو ما اعتبره نوعاً من الشجاعة الأدبية لقناة خاصة. وأضاف: «لم نتجاوز الخطوط الحمراء في المسلسل، فهناك رجال أمن يؤدون واجبهم على أفضل وجه، وهم شرف للقطاعات الأمنية التي يعملون لها، بينما نجد على الجانب الآخر من يتجاوزون حدودهم ليخرجوا على القوانين، وهو أمر طبيعي، وفي النهاية رجال الأمن بشر وليسوا ملائكة منزهين عن الخطأ»، نافياً أن يكون المسلسل عانى من تهديدات بالإيقاف، كما أكد تلقيهم ردود أفعال جيدة من المتابعين، وهو ما اعتبره أمراً مسعداً نظير المجهود الكبير الذي بذلوه في العمل. وذكر أن الأحداث في الحلقات المقبلة ستشهد صعوداً في الخط الدرامي، خصوصاً في الأجزاء الأخيرة من المسلسل، وهو سيقدم الكثير من الأحداث المفاجئة للجماهير. وعن توزيع الأدوار في المسلسل الذي يشارك فيه مجموعة من نجوم الدراما في الخليج، فقد أوضح الجلاهمة أنها تعتمد على رؤية المخرج والكاتب، وفريق العمل بشكل عام، وجاءت بعد دراسات معينة، دون محاباة لأي شخص، مؤكداً أن كل أعمالهم تنبذ الشللية التي تنتشر في بعض المؤسسات الإعلامية، لافتاً إلى أنهم حرصوا على انتقاء الشخصيات بحسب تناسبها مع الأدوار المكتوبة. كما أكد أن مسلسل «امرأة وأخرى» أخذ حقه الكافي من الدعاية، أسوة بجميع برامج تلفزيون الراي من خلال حملة إعلامية متوازنة، تم رسمها قبل رمضان بفترة زمنية جيدة، ولم يضعها شخص واحد حتى يحابي مسلسلاً على حساب آخر. وكانت صحيفة الراي الكويتية انتقدت قبل أشهر عدة ضابطاً كويتياً استغل نفوذه في دهم منازل مواطنين ومقيمين في بلده، وسجن أشخاصاً أبرياء، بيد أن الجلاهمة استبعد أن يكون العمل قد سلط الضوء على تلك الواقعة وأضاف: «القصة عامة، ولا ترابط بينها وبين الموضوع الذي تناقلته الصحف».