قدّم الاتحاد الأوروبي عرضاً جديداً يقضي بخفض المعونات عند التصدير للمساهمة في نجاح مفاوضات تحرير تجارة المنتجات الزراعية. وجاء العرض قبل نحو 45 يوماً على عقد بلدان المنظمة في هونغ كونغ لاستكمال مفاوضات دورة الدوحة. ويتوقع أن تكون المفاوضات صعبة ولا يستبعد فشلها بالنظر إلى تباعد المواقف بين كبار المصدرين. وتشمل العروض التي قدمتها المفوضية الأوروبية خفض المعونات التي يقدمها الاتحاد للمزارعين الأوروبيين من أجل دعم تنافسية المنتجات الأوروبية في السوق العالمية على أن يكون الخفض تدريجياً. كذلك عرض الاتحاد خفض الرسوم الجمركية بنسب تتراوح بين 35 في المئة و60 في المئة أمام الواردات الزراعية من البلدان الأخرى. ورأى المفوض الأوروبي للتجارة بيتر ماندلسون أن المقترحات الأوروبية"تقيم جسراً مع العروض التي قدمتها الأطراف الأخرى"وبشكل خاص المنتجين الزراعيين الكبار الولاياتالمتحدةوأستراليا وكندا والأرجنتين ونيوزيلندا. ووصف ماندلسون العرض بأنه"سقف التنازلات"التي يمكن أن يقدمها الاتحاد في المفاوضات المتعددة الأطراف. وقبل الاتحاد خفض نسبة المنتجات الحساسة في قائمة المنتجات الزراعية التي تحيطها إجراءات حماية إلى ثمانية في المئة. ويقرن الاتحاد الأوروبي التنازلات في مجال تجارة المنتجات الزراعية بشروط الحصول على تنازلات في قطاعات الصناعة والخدمات. وتعد المقترحات الجديدة"تطوراً في الموقف التفاوضي الأوروبي"مقارنة مع العروض السابقة ويتوقع أن تثير غضب الأوساط المهنية في السوق الأوروبية لأن خفض الدعم الأوروبي سيؤدي إلى خفض دخل الكثير من المزارعين. ويكتسب الوضع حساسية كبيرة ذات أبعاد انتخابية في فرنسا أكبر البلدان الزراعية في اوروبا. وقللت الولاياتالمتحدة من أهمية العرض الأوروبي. وصرحت كريستين بيكر باسم رئيس الوفد التفاوضي الأميركي روب بورتمان"بان التحليل الأولى للعرض الأوروبي مخيب". وتطالب الولاياتالمتحدة وأطراف أخرى بخفض الرسوم الأوروبية بنسب تتراوح بين 55 و90 في المئة وتنتقد أيضاً القائمة الأوروبية للمنتجات الحساسة وتضم"لحوم الأبقار والدجاج والسكر". وعقبت مصادر أوروبية بان رد الفعل الأميركي"متوقع لأن المسألة تتعلق بمفاوضات تجارية". كما تنتقد البرازيل بدورها عرض قائمة المنتجات الحساسة وكذلك تقف أستراليا حيال بنود خفض الرسوم الأوروبية.