جدد المولدوفيون الثقة بالحزب الشيوعي الحاكم في انتخابات برلمانية خيبت نتائجها آمال المراهنين على"ثورة برتقالية"جديدة في الجمهوريات السوفياتية السابقة. لكن انتصار الحزب لم يكتمل، اذ عجز عن حشد الغالبية اللازمة المؤلفة من 61 نائباً والتي تضمن تجديد ولاية الرئيس الحالي فلاديمير فورونين فترة اربع سنوات اخرى. وأسفرت نتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدت اقبالاً جيداً تجاوزت نسبته ال 64 في المئة من مجموع الناخبين البالغ عددهم 3.2 مليون شخص، عن حصول الحزب الشيوعي على نسبة 46 في المئة من اصوات المقترعين، ضمنت لممثليه 57 مقعداً من اصل 101 في البرلمان، وهو عدد يكفي لتشكيل حكومة موالية له. ونال المنافس الابرز للحزب الشيوعي، حزب"مولدوفا الديموقراطية"اليميني، 28 في المئة من الاصوات، ما جعله يشكل معارضة برلمانية قوية بحصوله على 33 مقعداً، في حين تقاسم عدد من الاحزاب الصغيرة، ابرزها"الحزب الديموقراطي المسيحي"، بقية المقاعد. ويتوقع ان تشهد المرحلة التالية مشاورات مكثفة من اجل تشكيل ائتلاف برلماني يوفر للشيوعيين اربع مقاعد اضافية تضمن تمديد ولاية فورونين، ما يوجب بحسب مراقبين تقديم الحزب الشيوعي"تنازلات معينة"لاحد الاحزاب الصغيرة او اكثر. وكان الرئيس المولدوفي انتهج سياسة اصلاحية خلال الاعوام الاربعة الماضية قادت الى تحسن الوضع المعيشي، كما التزم بسياسة تقارب نشيطة مع الاتحاد الاوروبي والدول المجاورة واهمها اوكرانيا. لكن الفترة الاخيرة من ولايته شهدت تراجعاً في علاقات بلاده مع روسيا، وانتقد نفسه سياسة موسكو حيال جيرانها وايد الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو الذي راهنت موسكو على خسارته انتخابات بلاده. وسبقت عملية الاقتراع تكهنات عدة في شأن احتمال وقوع مواجهات او احداث عنف وفوضى تسفر عن تحرك شعبي معارض واسع لابعاد الشيوعيين عن السلطة، وذلك بدعم مباشر من الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اشار خلال القمة الاميركية - الروسية الاخيرة قبل اسبوعين الى ان"موجة الديموقراطية التي حملتها الثورة البرتقالية في اوكرانيا ستمتد الى مولدوفيا". وفي مواجهة ذلك، اضطر المحللون الى وصف نتائج الانتخابات بأنها"خيبت آمال البعض"، في وقت رحب معظم المراقبين الدوليين بنتائجها، وفي مقدمهم مسؤولو منظمة الامن والتعاون في اوروبا الذين اكدوا ان"الانتخابات استجابت للمعايير الدولية، وان الانتهاكات البسيطة التي شابت بعض مراحلها لا تؤثر في نتائجها الاجمالية".