غادر بيروت صباح امس, نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد متوجهاً الى باريس في طريقه الى الولاياتالمتحدة الاميركية بعدما امضى اياماً عدة في مقر السفارة الاميركية بسبب غياب السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان الموجود في الولاياتالمتحدة لأسباب خاصة. وكان في وداع ساترفيلد في المطار القائم بالاعمال الاميركي في لبنان كريستوفر موراي وسط تدابير امنية مشددة. وقبل مغادرة ساترفيلد بيروت كانت ثلاث طائرات اميركية خاصة تحط في مطار بيروت تباعا وعلى متنها وفد من الكونغرس الاميركي مؤلف من 14 شخصاً من ضمنه 4 نواب برئاسة دايفيد راير ويضم :السي هستنغز، والكسندر ارينشو، وجون فيليب جينغري. والتقى الوفد ساترفيلد لبضع دقائق قبل مغادرة الاخير بيروت. وبعد ذلك، استمع الوفد من موراي الى شرح عن "الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان وعن الوجود السوري في لبنان ومراحل انسحاب هذه القوات التي تمت حتى الآن منه". وباشر وفد الكونغرس محادثاته بلقاء عدد من نواب المعارضة في منزل رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب نسيب لحود في الاشرفية، في حضور مروان حمادة وبطرس حرب ونائلة معوض ومحمد قباني ومصباح الاحدب. واوضح المسؤول الاعلامي في حركة التجدد الدكتور انطوان حداد "ان البحث تناول الوضع في لبنان وما آل اليه البلد بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اضافة الى النقاش الجاري داخلياً, وان النائب لحود عرض لاعضاء الوفد مطالب المعارضة اللبنانية التي تتمثل بالانسحاب السوري من لبنان وتولي لجنة دولية التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري واقالة قادة الاجهزة الامنية، هذا عدا عن المطلب الرئيس للمعارضة الآن والقاضي بضرورة قيام حكومة انتقالية حيادية تشرف على اجراء الانتخابات النيابية كمخرج وحيد لحل الازمة". وأشار حداد الى "انه تم ايضاً تبادل لوجهات النظر والحديث عن مطالب المعارضة التي تحقق قسم منها وآخر هو قيد التحقيق". وانتقل الوفد للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. واعتبر راير بعد اللقاء انها كانت "مناسبة للاطلاع على المتغيرات التاريخية التي تحصل في لبنان، وكانت رسالتنا الى رئيس مجلس النواب اللبناني، اننا نأمل كثيراً في ان تجرى الانتخابات النيابية في لبنان قبل 30 أيار مايو المقبل، ونحن نشجع وجود مراقبين دوليين في هذه الانتخابات، ونأمل ايضا ان تكون للشعب اللبناني فرصة، كما في السابق، لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وبعيداً من الضغوط الخارجية". وزار الوفد وزارة الخارجية والتقى الوزير محمود حمود واستوضح منه وجهة النظر الرسمية اللبنانية حول الانسحاب السوري ومسألة الانتخابات النيابية, والعلاقات الثنائية وضرورة تعزيزها بين لبنانوالولاياتالمتحدة وموضوع تنفيذ القرار 1559. وابلغ حمود الوفد عن الاجتماع المرتقب للجنة العسكرية اللبنانية - السورية المشتركة التي سترفع الى القيادتين تقريراً عن انسحاب جميع القوات السورية الى ما وراء الحدود. وقال دراير بعد اللقاء: "اجرينا محادثات مفيدة، وكانت مشجعة لنا، وهناك علاقات ثنائية قائمة بين الولاياتالمتحدة الاميركية ولبنان, وبحثنا موضوع اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، وهذا أمر مهم للغاية، وكما هو مقرر لها ان تكون منذ الان حتى 31 ايار مايو المقبل". وقال: "ان وزير الخارجية يشعر بثقة كبيرة بأن الانتخابات ستحصل في موعدها، وان الحكومة الجديدة ستشكل خلال الايام القليلة المقبلة". ورأى "ان للبنان تاريخاً طويلاً وكبيراً في تقرير مصيره، ودوراً في القانون ووجود مؤسسات ديموقراطية", مشيراً الى ان البحث تطرق الى القرار 1559 واتفاق الطائف، واعتقد ان الهدف المشترك لدى الشعب اللبناني هو اجراء انتخابات نيابية حرة بعيدة من اي تأثير او نفوذ قبل 31 ايار مايو المقبل، وهذا هو هدف القرار 1559 وهذا ما يمكن حصوله". وعن الضغط الذي يمارس على سورية لانسحابها عسكرياً من لبنان في وقت لا يتم الضغط على اسرائيل للانسحاب من منطقة مزارع شبعا, قال: "ان الاهتمام الاكبر الذي سمعناه من الذين التقيناهم هنا، ومن خلال مراقبتنا ان هناك نفوذاً سورياً قائماً في لبنان ما انتج مشكلات عديدة، واتيحت لنا الفرصة لدى زيارتنا ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمشاهدة الطلاب في ساحة الشهداء. وان الرسالة التي اطلقوها كانت واضحة وعالية وهي المطالبة بحرية التعبير، وهذا امر اساسي بعدما كان النفوذ السوري قائماً في لبنان". وعن استمرار احتلال منطقة مزارع شبعا قال: "يستمر النقاش في هذه المسألة، وما نركز عليه حاليا بالنسبة الى لبنان هو اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، اذ بوسع الشعب اللبناني ان يعبر عن رأيه بحرية". مشيراً الى ان البحث تطرق الى "اهمية مجيء طاقم دولي من المراقبين للانتخابات. من الواضح ان الاممالمتحدة تلعب دوراً كبيراً عبر العديد من المنظمات غير الحكومية حول العالم، ونحن مع اتاحة الفرصة لتلك المنظمات لتشارك كهيئات مراقبة في العملية الانتخابية، وشاركت شخصياً في مراقبة انتخابات أُجريت في العالم وكذلك زملائي. ونأمل ان توجه دعوات بشكل موسع الى مراقبين دوليين من اجل العملية الانتخابية".