اعتمدت دار"غيناء للدراسات الاعلامية"أول ما نشأت قبل نحو من عامين منهجاً يختلف عن دور النشر السعودية الأخرى، التي تكتفي بنشر انتاج باحثين سعوديين وعالميين، ومضت في طرح مشاريع لأبحاث محددة، حشدت لها كتاباً انتقتهم بهدف توضيح موقف السعودية من قضايا محددة مثل: الجمعيات الخيرية، المناهج الدينية، الشرطة الدينية وسواها. وبعدما لقي كتابها"خطاب الى الغرب"أصداء ايجابية، تعمل على اصدار كتاب جديد حمل عنوان"السعوديون والإرهاب... رؤى عالمية". والجديد في الكتاب اضافة الى موضوعه هو استقطابه كتّاباً من خارج السعودية والمنطقة العربية، خصوصاً من اشتهروا بتعاطفهم مع قضايا الشرق الأوسط مثل: بول فندلي، ونعوم تشومسكي، بينما اقتصر كتابها السابق على رؤى السعوديين وحدهم. والكتاب الذي سيصدر في غضون شهر، يتناول الارهاب وموقف السعوديين الرافض له من خلال رؤى عالمية ذات خلفيات ثقافية وحضارية متباينة ومنطلقات فكرية مختلفة، من خلال طروحات 26 شخصية فكرية وسياسية وأكاديمية، من أميركا وروسيا وأوروبا وآسيا والعالم العربي. وأشار بيان صحافي صادر عن الدار الى ان محاور الكتاب تناولت الارهاب من زاوية كونه ظاهرة عالمية لا دين له ولا وطن، وموقف الاسلام والسعودية منه. ويفرد الكتاب جزءاً للحملات الاعلامية ضد السعودية، خصوصاً الأميركية منها والتي اشتدت ضراوتها بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر، والجهات الخفية المحركة لتلك الحملات، بهدف"تشويه صورة السعودية وسياستها القائمة على التوازن وعدم التدخل في شؤون الغير"كما يقول البيان. هل يصلح الكتاب الجديد ما عجزت عنه الحملات الاعلانية لتحسين صورة السعودية في الغرب؟ يقول المسؤول الاعلامي في مشروع الكتاب فهد العسكر ل"الحياة":"الكتاب يعد جهداً مؤسسياً ومحاولة جادة أريد منها إثارة نقاط الاختلاف مع الغرب، من خلال الرؤى التي حملها، وسيترجم الى أربع لغات حية، كونه يستهدف مراكز البحث والتأليف في أوروبا وأميركا، والقوى المؤثرة في الغرب". ونفى ان تكون الاستعانة بكتاب غربيين لأداء المهمة، نتيجة إفلاس الكتاب السعوديين والعرب في تقديم قضاياهم الى الآخرين،"وإنما هو إفادة من طرق مراكز البحوث والدراسات الغربية في التواصل مع النخب في دوائر صنع القرار".