اقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس وزيرين من حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف المعارض لخطة شارون للانسحاب من قطاع غزة، حسبما اعلنت رئاسة الحكومة.واوضح مصدر ان رئيس الوزراء وجه رسالتي اقالة الى الوزيرين افيغدور ليبرمان (النقل) وبيني ايلون (سياحة) بعدما رفضا تلبية دعوة الى لقائه. وتبلغ الرسالتان الوزيرين في سطر واحد بأن رئيس الحكومة اقالهما "بموجب سلطاته"، حيث ستصبح الاقالة سارية في غضون 48 ساعة، الامر الذي يسمح مبدئيا لشارون بالحصول على دعم غالبية اعضاء الحكومة خلال عملية تصويت على الخطة مقررة يوم غد الاحد. وبينما توقعت مصادر سياسية ان يقوم شارون بتعيين وزيرين في مكانهما من مؤيدي خطة فك الارتباط، غير ان تقارير نقلت عن مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي قولهم ان خروج هذين الوزيرين يؤمن بحد ذاته غالبية للخطة، مما يجعل تعيين بديلين لهما امرا غير ملح ويمكن ارجاؤه لعدة ايام. لكن شارون جازف باحتمال اندلاع ازمة سياسية كبيرة، اذ ان اقالة هذين الوزيرين قد تؤدي الى انسحاب الحزب الديني القومي المتشدد (الناطق باسم المستوطنين) من الحكومة. ويواجه شارون داخل حزب الليكود الذي يتزعمه معارضة مسؤولين آخرين كبار وغالبية كتلته البرلمانية، بينما يدعم احد عشر وزيرا الخطة ويعارضها 12، الا ان عدد المعارضين سيتراجع الى عشرة مع اقالة ليبرمان وايلون. من جانبه قال ليبرمان للاذاعة الاسرائيلية انه "فخور بتلقي رسالة اقالة من رئيس حكومة حقق فشلا بعد فشل وأنكر برنامجه السياسي وتشكل خطته تهديدا قاتلا لاسرائيل". في المقابل، رأى رئيس حزب شينوي العلماني (وسط) وزير العدل يوسف لابيد انه لم يكن يجدر بالوزيرين ان يكونا عضوين في الحكومة اساسا. واشار في هذا الاطار الى ما يردده ليبرمان ضد العرب الاسرائيليين و"الخطر السكاني" الذي يشكلونه.واكد شارون هذا الاسبوع ان الانسحاب على مراحل من قطاع غزة وتفكيك 21 مستوطنة فيه بالاضافة الى اربع مستوطنات في الضفة الغربية، ستنتهي كلها بحلول نهاية 2005. وكانت جهود للتوصل الى تسوية مع الوزراء المعارضين للخطة في حزب الليكود لا سيما مع بنيامين نتانياهو (وزير المالية) وسيلفان شالوم (وزير الخارجية) قد فشلت الخميس الماضي. الى ذلك انضم عشرون من ضباط الاحتياط للجيش الاسرائيلى امس الى حملة التأييد لخطة فك الارتباط التى يطرحها رئيس الحكومة اريئيل شارون للانسحاب من القطاع حيث انطلق هوءلاء الضباط فى مسيرة من بلدة يبنة فى الجنوب باتجاه قطاع غزة. وحسب ما اذاعه راديو جالى تساهال العسكرى الاسرائيلى من المتوقع ان يصل الضباط اليوم الى مستوطنات جوش قطيف جنوبى القطاع فى محاولة لاقناع المستوطنين باهمية الانسحاب من القطاع.