طغت اجواء القلق على لبنان امس، وعلى الاحتفالات بعيد الفصح بعد التفجير الذي استهدف في الليلة السابقة منطقة سد البوشرية شرقي بيروت وأدى الى وقوع عدد من الجرحى فضلاً عن خسائر كبيرة في الممتلكات كونه استهدف منطقة صناعية. وهو التفجير الثالث في ثمانية ايام استهدف الأول منها منطقة نيوجديدة والثاني الكسليك. ومنذ صباح امس توافد المعنيون الى مكان الانفجار الذي وقع عند التاسعة والنصف مساء اول من امس وواصل عناصر الاستخبارات في الجيش والأدلة الجنائية تحقيقاتهم في موقع الانفجار، وأفادت المعلومات الأولية عن التحقيق ان زنة العبوة المتفجرة لا تتجاوز ال25 كيلوغراماً من المواد المتفجرة التي لم يتم تحديد نوعها، علماً ان البعض اشار الى ان المواد المستخدمة هي من نوع ال"سي فور"وليس ال"تي ان تي". وأشارت معلومات اخرى الى ان المواد المستعملة قد تكون ممزوجة بأخرى تؤدي الى اشتعال الحرائق. كما اخذت عينات من مكان الانفجار وأرسلت الى مختبر الأدلة الجنائية للكشف عليها ومعرفة طبيعتها. ويذكر ان العبوة كانت موضوعة تحت سيارة اميركية الصنع كانت متوقفة على زاوية احد المحال. كما افادت معلومات غير رسمية انه تم تحديد الجهة التي اتت في السيارة التي اشتبه في انها وضعت العبوة في هذه المنطقة، الا ان مصادر قضائية اكدت ان ما ورد عن علاقة لسيارة"شيروكي"او"باثفايندر"بالتفجير غير صحيح، اذ ثبت ان لا علاقة لها بعملية التفجير. وأكدت معلومات اخرى انه لم يوقع قتلى، فيما تسبب في جرح 7 اشخاص بينهم 4 من عناصر الدفاع المدني نقلوا فوراً الى المستشفيات للمعالجة. وأوقع الانفجار اضراراً جسيمة في المحال التجارية والمباني والمصانع التي دمر بعضها بالكامل وبدا اثر الحريق واضحاً في عدد كبير منها. ولم يعرف عدد المتضررين، ولكن قدر عدد المحال المتضررة ب70 محلاً، والخسائر المادية بعشرات ملايين الدولارات. وتفقد قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر مكان الانفجار وأكد ان حجم المتفجرة يتراوح بين ال25 وال30 كيلوغراماً من المواد المتفجرة. وقال مفوض الحكومة القاضي جان فهد ان الانفجار نجم عن عبوة ناسفة وضعت على زاوية البناية، وهي مشابهة للتفجيرات التي حدثت في نيوجديدة والكسليك. وتفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان المنطقة وعاين المباني المتضررة واستمع الى شرح من مزهر وفهد. وكان الانفجار ادى الى اندلاع حريق كبير امتد الى ثلاثة مبان تضم مطبعة ومخازن اخشاب ودهانات ومحال صناعية. وانتشرت النيران بسرعة كبيرة في المباني، فيما تمكنت فرق الدفاع المدني من اجلاء عدد من العمال الهنود من المباني المشتعلة وأخلت الإسعافات التابعة للصليب الأحمر والدفاع المدني الجرحى. وكانت فرق الإطفاء التي وصلت بكثافة الى المكان عملت على محاصرة النيران ومنعها من الامتداد الى المباني والمخازن المجاورة على رغم ضيق المكان الذي يقع في احد الأزقة الضيقة للمدينة الصناعية. وأخمد الحريق بعد نحو ثلاث ساعات من اندلاع الانفجار الذي خلف حفرة كبيرة ادت الى تدمير واجهة احد المباني، فيما تهشمت واجهات المحال والواجهات التجارية المنتشرة في المنطقة.