اعتبرت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية اسمى خضر، امس ان الأزمة الديبلوماسية بين بغدادوعمان"سحابة صيف"، مؤكدة العمل من أجل"حماية العلاقات الأردنية - العراقية". وأشارت وزير الثقافة خلال مؤتمرها الصحافي الاسبوعي الى"حرص الحكومة على حماية العلاقات الأردنية - العراقية وتعزيزها، ما سيؤدي بالتأكيد الى خطوات لتبديد سحابة الصيف التي افتعلها بعضهم لأسباب غير تلك المعلنة". وزادت:"لن يكون لنا موقف تصعيدي". وكان الأردن اعلن الأحد استدعاء القائم بالأعمال من سفارته في بغداد، مؤكداً انه يخشى على أمنه بعد تظاهرات شيعية، بينما قرر العراق استدعاء سفيره من عمان، احتجاجاً على"عدم تصدي"السلطات الأردنية لرعاياها الذين"يخططون لارتكاب اعتداءات"على الأراضي العراقية. وأوضحت اسمى خضر ان استدعاء القائم بالأعمال الأردني ديماي حداد والذي قابله استدعاء للسفير العراقي عطا عبدالوهاب هو"للتشاور وليس قطعاً للعلاقات". وتابعت ان"استدعاء القائم بالأعمال كان لسببين: الحاجة للتشاور والتعرف الى وضع العراق في الداخل، ولأن السفارة الأردنية لا تقوم بأعمالها كالمعتاد، بسبب الأوضاع الأمنية". واعربت عن أملها ب"عودة الديبلوماسيين من كلا البلدين قريباً". وأوضحت رداً على سؤال في شأن مطلب العراقيين اتخاذ الأردن الاجراءات اللازمة حول عمليات تجنيد انتحاريين ومراقبة الحدود:"الكل يعلم ان الحدود الأردنية تتخذ اجراءات حازمة، حتى ان هناك شكوى من بعض العراقيين من ان الاجراءات الحدودية تشكل عقبة أمامهم". وشددت على ان"الجهات الأمنية الأردنية لا تسمح بتجنيد متطوعين واذا حدث سراً واكتشف، فإن المتورطين يتعرضون للملاحقة القانونية، ويحالون على القضاء". لكنها تحدثت عن حرق العلم الأردني وصور للملك عبدالله الثاني في العراق، اذ قالت:"نرفض الإساءة الى رموزنا ولا نقبل التعرض لعلمنا وقيادتنا". واعتبرت ان ما جرى يعكس"تصرف مجموعة محدودة، ولا يمثل الشعب العراقي بكل أطيافه". واضافت ان"الملك عبدالله الثاني عندما حذر من اقامة هلال شيعي اكد اننا لا نتعامل مع الدول على اساس طائفي أو عرقي، انما وفقاً للعلاقات المشتركة، وعلى اساس استعادة العراق سيادته كاملة". ونددت ب"استغلال مشاعر الغضب والحزن على ضحايا التفجير الاجرامي في الحلة"الذي اوقع اكثر من 120 قتيلاً وعشرات الجرحى في 28 شباط فبراير الماضي. وختمت بأن"استضافة الأردن أفراداً من عائلة صدام حسين تعود الى اسباب انسانية محضة وليس لهم أي دور أو نشاط سياسي". وكانت التظاهرات المناهضة للأردن بدأت تتزايد في العراق، منذ نشرت الصحف معلومات تفيد بأن التفجير في الحلة نفذه انتحاري اردني اسمه رائد البنا. في غضون ذلك، اكد مصدر مأذون له في عمان لوكالة"فرانس برس"ان وزير الخارجية الأردني هاني الملقي ونظيره العراقي هوشيار زيباري، شددا خلال اتصال هاتفي مساء الاحد على ان"اجراء"استدعاء الديبلوماسيين لا يشكل قطعاً للعلاقات، بل احد السبل"لتطويق الأزمة"بين البلدين. ونقل المصدر عن زيباري قوله ان"الاجراء اتخذ من أجل حماية الديبلوماسي الأردني في العراق"، في حين يهدف قرار بغداد استدعاء سفيرها من عمان الى"تهدئة الشيعة الذين يهاجمون الأردن". وقرر الوزيران عقد اجتماع بعد ظهر امس، فور وصول زيباري الى الجزائر حيث تعقد اليوم القمة العربية. وقالت الناطقة باسم السفارة العراقية في عمان هناء الربيعي:"ما زلنا بانتظار قرار الاستدعاء رسمياً"، مشددة على ان ذلك"سيكون للتشاور فقط ولا يعني قطعاً للعلاقات أو سحباً للسفير". لكن مصدراً رسمياً أردنياً اكد ل"فرانس برس"ان السفير عطا عبدالوهاب توجه امس الى وزارة الخارجية الأردنية لإبلاغ المسؤولين استدعاءه الى بغداد للتشاور، وانه سيغادر اليوم.