ردّ الأردن على انتقادات وجهتها اليه مرجعيات شيعية في العراق، اتهمته فيها ب"التدخل في الشأن العراقي، ودعم وتشجيع الإرهاب"، وحمّلته مسؤولية"إرسال إرهابيين الى العراق"كان آخرهم"رائد منصور البنا منفّذ عملية الحلة جنوببغداد"، والتي أدت الى مقتل 130 مدنياً واصابة نحو 200 شخص، إذ اعتبرت عمّان أن"مثل هذه الانتقادات يمثل إساءات لا مبرر لها للحكومة والشعب الأردني". وأفادت وكالة الأنباء الرسمية"بترا"ليل أول من أمس أن"الحكومة الأردنية تعرب عن استهجانها إزاء بيانات نُسبت الى المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيستاني، وإلى رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم تضمنت إساءات الى الأردن الرسمي وغير الرسمي جراء أحداث إرهابية وقعت في العراق أخيراً". وأكدت الناطقة باسم الحكومة الأردنية الوزيرة أسمى خضر ان"هذه البيانات سواءً كانت صحيحة أو منسوبة الى هاتين الجهتين قائمة على فهم خاطئ للموقف الأردني، وتتضمن إساءات لا مبرر لها للحكومة والشعب الأردني". وكانت المرجعية الشيعية و"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"استغربا في بيانين منفصلين"سكوت حكومة اياد علاوي"عما وصفتاه ب"التدخل الأردني في الشؤون الداخلية العراقية"، ونددا ب"غض نظر المسؤولين الأردنيين عن جماعات تقوم بتثقيف شباب الأردن وتضليلهم وإرسالهم الى الإرهاب في العراق"على خطى"الارهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي"، ونددا ب"تكريم القتلة وسط عائلاتهم والآخرين في الأردن"، في إشارة الى"بيت عزاء"أقامته عائلة البنّا في مدينة السلط غرب عمان. وأوضحت خضر أن"إقامة بيت عزاء لأحد المواطنين الأردنيين المتهمين بالقيام بعمل انتحاري في العراق ليست موقفاً رسمياً أردنياً، ولا يعني أن الحكومة الأردنية توافق على أي مساس بالأمن في العراق الشقيق". وقالت إن"الحكومة الأردنية أكدت غير مرة إدانتها واستنكارها لكل أشكال الإرهاب والأفعال الإجرامية التي يقوم بها الإرهابيون في العراق الشقيق، لا سيما استهداف المدنيين الآمنين ... وأن الأعمال الإرهابية التي وقعت أخيراً في العراق هي محلّ الإدانة والاستنكار الشديدين من قبلنا". وزادت:"أما الحديث عن الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي بصفته مواطناً أردنياً، فهذا الإرهابي محكوم عليه بالإعدام ومطلوب للقضاء الأردني بتهم عدة جراء قيامة بأعمال إرهابية ضد الأردن، قبل أي بلد أو طرف آخر". كما دان وزير الخارجية الأردني هاني الملقي أيضاً"عملية الحّلة"، وشدد على تمسك الأردن ب"الروابط المتينة مع الشعب العراقي"، قائلاً:"ندين العملية وندين ما فعلته عائلة رائد البنّا"، التي أكد أفراد فيها أنهم"تلقوا معلومات عن تنفيذ ابنهم عملية ضد الجنود الأميركيين في الحلّة، ولم يكن في علمهم أن العملية كانت موجهة ضد المدنيين العراقيين". وفرضت الحكومة العراقية هذا الأسبوع على الأردنيين المتوجهين الى بغداد الحصول على تأشيرة من السفارة العراقية في عمّان، وطلبت منهم تثبيت أسماء مضيفيهم في العراق شرطاً للحصول على التأشيرة.