دافع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إي بورتر غوس عن الأساليب التي تتبعها وكالته في استجواب المحتجزين، وإن لم يستطع أن يؤكد أن الممارسات المتبعة حتى وقت قريب لا تخالف القانون الأميركي، وذلك في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي. ولفت غوس إلى أن محققي الوكالة لا يرون في التعذيب وسيلة لانتزاع معلومات حيوية، لكنه أقر بأن بعض العاملين لديها قد يكونون غير متأكدين من أساليب الاستجواب المصدق عليها. وقال:"الاستجواب الذي يقوم به محترفون أصبح طريقة مفيدة للغاية وضرورية للحصول على معلومات تنقذ أرواح الأبرياء وتعطل خطط الإرهابيين وتحمي قواتنا المقاتلة"، لكنه أضاف:"لا تغض الولاياتالمتحدة الطرف عن التعذيب، أعرف حقيقة أن التعذيب ليس مثمراً وهو استجواب لا يتسم بالحرفية، نحن لا نعذب". وأكد غوس الذي تولى إدارة الاستخبارات المركزية في أيلول سبتمبر الماضي، أن وكالته ملتزمة التعريف الواسع للتعذيب الوارد في المذكرة التي أصدرتها وزارة العدل الأميركية في 30 كانون الأول ديسمبر 2004. وقال في جلسة علنية للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ لمناقشة المخاطر العالمية على الأمن القومي:"في ذلك الوقت، إذا أمكنني قول هذا، لم تكن هناك أساليب مطبقة وكانت في أي شكل من الأشكال مخالفة للقانون أو يمكن اعتبارها تعذيباً". لكن غوس لم يستطع أن يقدم ضمانات في شأن ممارسات"سي آي إي"في وقت سابق من ذلك العام، حين كانت الحكومة تطبق سياسة استجواب، قال منتقدون إنها كانت تصل إلى حد التعذيب. وسأله السناتور كارل ليفين، وهو من ابرز الأعضاء الديموقراطيين في لجنة القوات المسلحة:"هل في وسعك أن تقول لنا اليوم إن أجهزة الاستخبارات لم تستخدم أساليب تخالف القانون، وحتى نهاية عام 2004؟"، فأجاب غوس:"لا أستطيع أن أقول لك ذلك". وعرض مناقشة الأمر باستفاضة أكبر خلال جلسة مغلقة في وقت لاحق. من جهة أخرى، اقترح غوس إنشاء"جامعة وطنية للاستخبارات"لتأهيل المتطوعين الجدد في الوكالة. وأوضح انه سيرفع هذه المبادرة إلى المدير الجديد للاستخبارات الوطنية جون نيغروبونتي عندما يتسلم مهمات منصبه. وأضاف:"إن ذلك سيساعد على تحديد ثقافة جديدة في إطار جهاز الاستخبارات وتنسيق طريقة العمل في شكل افضل في إطار الحكومة". سويدي في غوانتانانو ويتزامن ذلك مع صدور كتاب في استوكهولم أول من أمس، يروي خلاله سويدي كان معتقلاً في قاعدة غوانتانامو الأميركية وأفرج عنه في تموز يوليو الماضي، ما عايشه خلال فترة سجنه. وفي الكتاب الذي يحمل اسم"سجين في غوانتانامو"وكتبه مع الصحافي السويدي غوستا هولتن، يقول مهدي غزالي 25 عاماً انه بقي موثوق اليدين لساعات وحرم من النوم ووضع في أماكن حرارتها متدنية جداً، كما أشار إلى تعرضه لمحاولات إذلال جنسي. وكان مهدي غزالي اعتقل في كانون الأول ديسمبر 2001 في باكستان قرب الحدود الأفغانية وسلم إلى السلطات الأميركية، ثم أرسل إلى غوانتانامو في كانون الثاني يناير 2002. ويقول السجين السابق إنه كان في باكستان لتلقي الدروس في مدرسة قرآنية وليس للمشاركة في أنشطة إرهابية.