أعلنت ثلاثة مصارف مغربية خاصة تحقيق ارباح صافية بلغت في مجموعها 1509 ملايين درهم نحو 180 مليون دولار في 2004 تمثل نحو نصف الارباح المتوقع ان يكشف عنها التجمع المهني للمصارف المغربية قريباً والذي يضم 14 مصرفاً تجارياً من احجام مختلفة. وحل"التجاري وفا بنك"اولاً في ترتيب ارباح المصارف المغربية محققاً ارباحاً فاقت بليون درهم بعد الاندماج الذي تم العام الماضي بينه وبين"بنك الوفاء"الذي كان مملوكاً لعائلة الكتاني. ويقدر رأس مال"التجاري وفا بنك"بنحو 11 بليون درهم وتبلغ حصته نحو 33 في المئة من حجم السوق المقدرة بنحو 50 بليون دولار. وقال بيان صادر عن المصرف الجديد المنبثق عن الاندماج ان"التجاري وفا بنك"حقق حجم رقم اعمال بلغ 101 بليون درهم في مقابل 55 بليون درهم قبل الاندماج. وقدر الناتج المصرفي بنحو 3.1 بليون درهم. وحل"البنك المغربي للتجارة الخارجية"ثانياً مسجلاً ارباحاً بقيمة 505 ملايين درهم بزيادة نسبتها 24 في المئة، وحقق المصرف التابع لمجموعة"فينانس كوم"التي يملكها رجل الاعمال عثمان بن جلون حجم اعمال بلغ 64.5 بليون درهم في مقابل 58 بليون درهم في 2003 . ويتحالف"المغربي للتجارة الخارجية"مع مجموعة"تيليفونيكا"الاسبانية عبر فرعها في المغرب"ميديتيل"المالكة للشبكة الثانية للهاتف النقال، ويملك مساهمات في شركة الطيران الخاصة"ريجيونال ايرلاينز"التي تربط المغرب بعدد من المدن الاسبانية والبرتغالية . ويخوض المصرفان التجاريان منافسة قوية منذ قيام الاندماج بين "التجاري"و"وفا بنك". اذ استنجد"المغربي للتجارة الخارجية"بشركات التأمين التابعة له ودمج شركتي"الملكية"و"الوطنية"في شركة عملاقة واحدة باتت تحوز ثلث حجم سوق التأمينات المقدرة بنحو 1.6 بليون دولار. وعزز"التجاري وفا بنك"تحالفاته في قطاع التأمين عبر شركة"تأمينات الوفاء"وهي الصيغة التي مكنت مجموعة"اونا"من الخروج من رأس مال شركة"اكسا"الفرنسية للتأمينات لاضفاء العنصر المغربي على الاستثمارات في قطاعي المصارف والتأمين. ويعتبر قطاعا المصارف والتأمين في المغرب قريبين من بعضهما بعضاً وغالباً ما يستند مصرف تجاري على شركة تأمين او العكس، ولا يسمح هذا الواقع للمصارف الصغيرة بتحقيق ارباح تمكنها من الاستمرار وهو ما يفسر اندثار ثلاثة مصارف صغيرة في الاعوام الاربعة الماضية في مقابل قيام تحالفات او اندماجات جديدة. وضم صندوق الايداع والتدبير التابع للدولة العام الماضي"البنك الوطني للانماء الاقتصادي"الذي كان على خطوتين من الافلاس وتخلى عن فروعه الخارجية لفائدة القرض الزراعي. وتدرس وزارة المال والمصرف المركزي امكان بيع حصص الدولة في مصرف"القرض العقاري والسياحي"المهدد بالافلاس على رغم ضخ مبلغ 600 مليون دولار لانقاذه. ويتوقع المحللون ان تؤدي عمليات التحالف الجارية بين عدد من المصارف الى اندماجات محتملة وفق صيغة"التجاري وفا بنك"ليتقلص عدد المصارف المغربية الى ما دون العشرة على ان تزيد رسملتها الى المستوى الذي يمكنها من مواجهة تحرير قطاع المال والتأمين الذي يتم التفاوض في شأنه مع الاتحاد الاوروبي في افق المنطقة التجارية الحرة في2010 .