في إطار المساعي والاتصالات السعودية لإنجاح القمة العربية المقبلة، أوفد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمس الى الجزائر، لنقل رسالة الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تتعلق بالتحضيرات للقمة وإعداد جدول أعمالها. ويشير حضور ولي العهد السعودي القمة التي ستعقد في الجزائر يومي 22 و23 آذار مارس الجاري، الى اهتمام سعودي بإنجاحها، وستكون على جدول أعمال القمة مواضيع تتعلق بإصلاح الجامعة العربية وتفعيل دورها. وذكر مسؤول عربي قابل ولي العهد السعودي أخيراً، أن الأمير عبدالله أكد له"ضرورة العمل لإنجاح قمة الجزائر وانه سيشارك في أعمالها للمساهمة في إنجاحها حتى تتخذ القرارات التي من الممكن أن تجعل العرب يستعيدون تضامنهم المفقود، أو على الأقل تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات والأخطار التي تواجه العالم العربي، خصوصاً في فلسطين والعراق". وتجري الرياض منذ فترة، اتصالات عربية تحضيراً للقمة، إذ زار العاصمة السعودية عدد من القادة والمبعوثين العرب الرئيسان السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. واستبعدت مصادر سعودية وعربية مطلعة في الرياض أن يطرح موضوع لبنان، خصوصاً العلاقة السورية - اللبنانية على جدول الأعمال. وأبلغ الأمير عبدالله مبعوثاً عربياً التقاه الأسبوع الماضي في الرياض ان"موضوع انسحاب كامل للقوات السورية من الأراضي اللبنانية سيكون حُل قبل عقد القمة". ونصحت المملكة الرئيس الاسد بسحب كل قواته من لبنان، عندما زارها قبل أسبوعين، واتفقت معه على ذلك. واستبعدت المصادر السعودية تعديل مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002. وقال مسؤول سعودي:"لا أعتقد بأن القادة العرب سيوافقون على تعديلها، لأن الفلسطينيين أيضاً يتحفظون عن ذلك". وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لدى زيارته الرياض أول من أمس، رفض الفلسطينيين اي تعديل للمبادرة العربية. وقال في حديث الى"الحياة"نشرته أمس:"لا نرى أي ضرورة لتعديل هذه المبادرة... لأنها باتت جزءاً من خريطة الطريق التي أصبحت قراراً في الأممالمتحدة وأي تعديل عليها يهزها ويجعلها تنهار". وتأمل السعودية بأن تنجح القمة العربية في إقرار بعض الوثائق الخاصة بتعديل ميثاق الجامعة، وقال مسؤول سعودي:"نأمل بالاتفاق على الاقتراحات التي اتفق عليها لإصلاح الجامعة وتفعيل العمل العربي المشترك".