ترفّع مستوى الخطاب الوطني والسياسي عما كان عليه قبل ساعات في صورة تظاهرات مفبركة مكشوفة تهدد السلم الأهلي، وتعيد الى ذاكرة اللبنانيين ازمنة غابرة اندثرت مع التقدم الثقافي والفكري الذي تميز به لبنانيو هذا العصر. خطاب ارتقى الى مستوى المسؤولية أثلج قلب كثير من اللبنانيين، وأكد لهم ان سدة المسؤولية لا يمكن ان تناط الا برجال حقيقيين، رجال القرار والموقف. فالرعونة والمواقف الاعتباطية لا تعكس سوى صورة الدمى المتحركة في أياد خارجية قريبة أو بعيدة. دعوة الى التلاقي الشعبي على قاعدة التماسك الوطني في مواجهة أشكال ووجوه التدخل الأجنبي في لبنان. دعوة تفسح في المجال أمام أصحاب النفوس الحرة والصادقة الى تكريس تواصلهم اللبناني الوطني مع الآخر اللبناني الوطني. دعوة الى توحيد الكلمة والمصادقة على الوحدة الوطنية الحقيقية وتبيّن صراحة من هم تجار المواقف والظروف. دعوة تدفع كل وطني لبناني الى رفع القبعة أمام احترام الآخر، وتقبل وجوده ومعتقداته، تعكس الديموقراطية الحقيقية غير المقنعة. الصورة الحقيقية للبنان الحر في قراره، للبنان الذي يستحق تحقيق استقلاله عن كل ضغائن الحرب والأحقاد والتعصب الأعمى الذي أوصلنا الى الهاوية في ما مضى. المحامية هانية مصطفى حمّود [email protected]