نُصّب البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس كاردينالاً وأعطي لقب أسقف وهي أعلى رتبة بين الكرادلة، في احتفال ترأسه البابا بنديكتوس السادس عشر في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان حيث تسلّم الراعي الشارات الكاردينالية في حضور الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس السابق امين الجميل ووفد لبناني ضم 1500 شخص، وممثلين عن التيارات والاحزاب اللبنانية وحشد من الشخصيات. ورأس البابا احتفال تنصيب الراعي كاردينالاً مع خمسة آخرين من اميركا الشمالية والهند ونيجيريا والفيليبين وكولومبيا. بدأ الاحتفال بتلاوة صلاة ليتورجية، ثم قرأ البابا مرسوم خلق كرادلة جدد، معلناً أسماءهم والأول من بينهم، ثم تليت العظة البابوية، فإعلان الإيمان وحلف اليمين. بعد ذلك، تقدم كل كاردينال بمفرده من البابا وجثا أمامه ليلبسه القبعة الأرجوانية ويمنحه لقب الكردينالية وكرسيه الجديد في روما. ووضع البابا القبعة على رأس الكرادلة كل على حدة، قائلاً لهم «اعتمر هذه القبعة الإرجوانية كرمز للكرامة الكاردينالية، لأنها ترمز أيضاً الى جهوزك لتأدية خدمتك بقوة، الى درجة أنك تبذل دمك بهدف ذلك». ثم القى البابا كلمة أكّد فيها «ان الكرادلة مساعدون له في خدمة الكنيسة ويتمتعون بالامانة لمسؤوليتهم، وعليهم ان يكونوا مستعدين لبذل دمائهم وسفك الدم من اجل المسيح فيشهدوا بذلك لمنح الخدمة للاخرين فيكونون شهوداً حقيقيين، وعليهم ايضاً ان يكونوا من المحافظين على عقيدة الكنيسة والاخلاق معاًَ». بعدها صلى البابا من اجل الكرادلة الجدد باللغة اللاتينية «كي يكونوا خداماً ومعاونين عن قرب لخليفة بطرس». وبعد تسلمه الشارات الكاردينالية صافح الراعي اخوانه في الكاردينالية. وتلقى الكادرينال الراعي اتصالاً من قائد الجيش العماد جان قهوجي، هنأه فيها على تنصيبه وتسلمه شارة الكاردينالية، وبدوره هنأ الراعي قهوجي بعيد الاستقلال. ومثل العميد وليم مجلي النائب الأسبق لرئيس الحكومة عصام فارس في حفل تنصيب الراعي ونقل له رسالة تهنئة من فارس. سليمان ومنح الرئيس سليمان الراعي وسام «الارز الوطني» برتبة الوشاح الاكبر، وهو أعلى وسام في لبنان. وفي غداء اقيم على شرفهما في المدرسة المارونية في روما، دعا سليمان «جميع الافرقاء الى العودة الى طاولة الحوار التي ستعقد في 29 الشهر الجاري مسقطين الرهانات على المعارضة السورية او على النظام السوري»، مشيراً الى انه «لا يمكن ان نراهن على منطقة ورهاننا الوحيد على السلام عند جيراننا لكي يستمر السلام في وطننا». كما دعا الجميع الى ان «لا يعتبروا اسقاط شروطهم تنازلاً، فالتنازل للوطن ضروري ولنسقط الإتهامات التي اتهمنا فيها اقطاب الحوار واتهاماتنا لبعضنا بعضاً». ورد الراعي مخاطباً سليمان: «انتم ربان حكيم واثق تقودون سفينة الوطن وسط الرياح والعواصف متكلين على عناية الله». وأوضح ان «لا بد من السعي الى اعلان لبنان وطناً نموذجياً للتلاقي والحوار، سيادياً ملتزماً قضايا السلام والعدالة والحقوق». وفي المواقف، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النيابية غازي يوسف، حول قول الراعي ان تسليم المتهمين بقضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري يتعلق بالقضاء، ان «القضاء طلب تسليم الموقوفين وقد صدرت استنابات قضائية في هذا الإطار، ولذلك نحن نطالب القضاء اللبناني والجهات التي تحمي المتهمين بتسليمهم للقضاء لكي تبدأ المحاكمة في اغتيال الحريري». وزاد: «لا اعتقد اننا نبحث عن مشاكل مع أحد ولا سيما مع بكركي، التي كانت دائماً متطلعة لاستقلال لبنان ولكن من حقنا ان نطلب من الكاردينال الراعي توضيح موقفه وتفسير ما قاله حول المتهمين الأربعة».