سحقت قوى الأمن الفيليبينية بعنف أمس، عصياناً قامت به مجموعة إسلامية مرتبطة بتنظيم"القاعدة"استمر 24 ساعة، ما أسفر عن سقوط 26 قتيلاً في أحد سجون مانيلا. وأفادت الشرطة أن 21 سجيناً بينهم ثلاثة من كبار قادة جماعة"أبو سياف"التي ارتكبت عدداً من أعمال القتل والخطف في الفيليبين، قتلوا في الهجوم الذي شنه نحو ثلاثمئة من أفراد القوات الخاصة على السجن الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة. وقتل في بداية التمرد اول من امس، ثلاثة حراس وسجينان. وهنأت الرئيسة غلوريا أرويو ماغاكابال قوى الأمن على نجاح العملية، معتبرة أنه لم يكن ممكناً تجنب الخسائر البشرية بعد فشل المفاوضات. وقال وزير الداخلية انخيلو ريس في المقر العام لشرطة مانيلا حيث يقع السجن، ان أرويو"اعربت عن اسفها لسقوط ضحايا، لكن لم يكن ممكناً تجنب ذلك". ويضم هذا السجن 471 معتقلاً ثلثهم من أفراد جماعة"أبو سياف". وقالت السلطات الفيليبينية أن القادة الثلاثة الذين قتلوا هم: غالب اندانغ المعروف باسم الكومندان روبوت والهامسر ليمبونغ ونجمي سعد الله أو الكومندان غلوبال. كما قتل ناطق باسم المتمردين يدعى هازدي ضيا. واندانغ وليمبونغ متهمان بعدد من الاعتداءات وعمليات الخطف. وذكرت الشرطة أن ستة من رجال الشرطة جرحوا في الهجوم على السجن، فيما تعالج فتاة من تسمم نجم عن غاز مسيل للدموع. وجاء ذلك بعدما سيطر المتمردون على الطبقة الثانية من المبنى الذي يتألف من أربع طبقات، وقتلوا ثلاثة حراس واستولوا على أسلحتهم، مطالبين بظروف اعتقال افضل ومحاكمة أسرع. وأكدت الحكومة من جانبها أن العصيان كان محاولة فرار فاشلة. وقال ريس إن الهجوم"جرى بطريقة نموذجية". وأضاف:"آمل أن يدركوا الرسالة التي تؤكد أن أي محاولة من هذا النوع في المستقبل ستعالج بالطريقة نفسها". ودخلت القوات الخاصة عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي الواحدة بتوقيت غرينتش المبنى من الأبواب والسطوح. وتمكنت من السيطرة على طبقاته في عملية استمرت قرابة ساعتين ونقلها التلفزيون مباشرة. ومن بين أعضاء جماعة"أبو سياف"الذين قتلوا رجلاً يعتقد انه يقف وراء إحراق عبارة، مما أسفر عن سقوط اكثر من مئة قتيل العام الماضي في خليج مانيلا، في أسوأ اعتداء في تاريخ الفيليبين. وكان ليمبونغ يحاكم في الاعتداء على هذه العبارة وخطف ثلاثة أميركيين في الفيليبين عام 2001، قتل اثنان منهم وجرح ثالث وتم إنقاذه في العام التالي. أما اندانغ فهو متهم بقيادة عملية خطف 21 سائحاً غربياً وآسيوياً في منتجع عام 2000، تم الإفراج عنهم في مقابل فدية بلغ حجمها ملايين الدولارات. وتبنت الجماعة نفسها الشهر الماضي، ثلاثة اعتداءات متزامنة، أسفرت عن سقوط 12 قتيلاً وأكثر من 130 جريحاً غرب مانيلا وجنوب الفيليبين.