طغت على الحدث العراقي أمس احتجاجات استهدفت السفارة الأردنية في بغداد، حيث أنزل شبان غاضبون من الشيعة علم المملكة الهاشمية وأحرقوه مع صور للملك عبدالله الثاني، بعدما داسوه بأرجلهم، منددين بالهجوم الانتحاري الذي نفذه في الحلة الأردني رائد البنا، وأوقع 130 قتيلاً. وفيما حمّل نجل المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم الحكومة الأردنية مسؤولية"استباحة دم العراقي"، استهجنت عمان بيانات نُسبت الى المرجع الشيعي علي السيستاني تضمنت اساءات الى الأردن. في غضون ذلك، اعتقلت القوات العراقية في تكريت عبدالله ماهر عبد الرشيد شقيق زوجة قصي، نجل الرئيس السابق، وابن عمه مروان طاهر عبد الرشيد حارس صدام حسين، بتهمة"تمويل عمليات ارهابية". تفاصيل أخرى في الصفحتين 6 و7 في الوقت ذاته، عاد الى بغداد الزعيم الكردي جلال طالباني، بعد تعثر المفاوضات مع"الائتلاف الموحد"الشيعي، عشية افتتاح الجمعية الوطنية غداً. وتحدث قيادي في حزب طالباني عن محاولات ل"تخريب المسيرة الديموقراطية"في العراق، مشدداً على استحالة تطبيق الفيديرالية التي يريدها الشيعة في اقليم كردستان. وأكد ل"الحياة"عضو في المجلس السياسي الشيعي أن جوهر الخلاف هو رغبة الأكراد في"حكومة علمانية ليبرالية لاإسلامية"، فيما شدد طالباني على عقدتي كركوك و"البيشمركة". وحمل سلام عودة المالكي، عضو لجنة الحوار في"الائتلاف"الشيعي، بعنف على"انتهازية الأكراد"، معتبراً أن هناك"مخططاً أميركياً ينفذ من خلال اياد علاوي والأكراد، لاحباط العملية السياسية". وكان علاوي لمح أمس الى احتمال عدم مشاركته في الحكومة المقبلة، في حين أكد الرئيس العراقي غازي الياور أن لجنة من احزاب وشخصيات سنية شكلت للحوار مع الشيعة والأكراد، تمهيداً للمشاركة في الحكومة وصوغ الدستور، علماً أن طالباني دعا الى مشاركة علاوي والسنّة في حكومة موسعة. على صعيد آخر، تفاعلت في العراق أمس، قضية"احتفال"في مدينة السلط أقامته عائلة الانتحاري الأردني رائد منصور البنا الذي نفذ عملية الحلة، حيث قتل أكثر من 130 عراقياً. وفي وقت أنزل متظاهرون شيعة العلم الأردني من على مبنى السفارة الأردنية في حي المنصور ببغداد، وداسوه بأرجلهم قبل أن يضرموا فيه النار وسط صيحات استنكار، خرج آلاف المواطنين في تظاهرات في جنوبالعراق. وحمّل محمد حسين الحكيم نجل المرجع الشيعي محمد سعيد الحكيم في تصريحات الى"الحياة"، الحكومة الأردنية"المسؤولية الكاملة عن العمليات الارهابية"، لأنها"تبقي ثقافة التكفير والقتل واستباحة دم العراقي"، مستغرباً موقفها"المتفرج على احتفال السلط بقتلة الأبرياء". وكشف أن المرجعية الدينية ستعقد مؤتمراً صحافياً خلال يومين، تبيّن فيه أبعاد الموضوع. أما الشيخ عبدالمنعم المصلى من مكتب المرجع الشيخ اسحاق الفياض فقال ل"الحياة"ان الاحتفال"لا يمكن السكوت عنه"، مطالباً بدعاوى قضائية"ضد أهل المجرم والحكومة الأردنية". ويتوقع أن تشهد مدينة النجف مسيرات ضخمة تنظمها أحزاب وجمعيات، تدعو الى استنكار هذا العمل واغلاق السفارة الاردنية. ووصفت لائحة"الائتلاف الموحد"الاحتفال بأنه"تشجيع على الارهاب"، في حين نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا عن الحكومة الأردنية"استهجانها بيانات نُسبت الى المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني... تضمنت اساءات الى الأردن الرسمي وغير الرسمي، بسبب احداث ارهابية في العراق أخيراً". وأكد رئيس الوزراء فيصل الفايز أن الأردن"ملكاً وحكومة وشعباً يقف الى جانب الشعب العراقي الشقيق، في نضاله لمواجهة الارهاب الذي يستهدف العراقيين الأبرياء". ودان وزير الخارجية هاني الملقي"عملية الحلة"، مشدداً على تمسك عمان ب"الروابط المتينة مع الشعب العراقي". وزاد:"ندين العملية وما فعلته عائلة رائد البنا"التي أكد أفراد منها أنهم"تلقوا معلومات عن تنفيذ ابنهم عملية ضد الجنود الاميركيين في الحلة، ولم يكن في علمهم أن العملية كانت موجهة ضد المدنيين العراقيين". وأعلنت الداخلية الاردنية توقيف الصحافي هادي عبداللطيف النسور من صحيفة"الغد"، بتهمة"تلفيق خبر كاذب والزعم"بأن مرتكب العملية الانتحارية في الحلة أردني.