أعلن رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي جلال طالباني انه سيتم تعديل اتفاق نقل السلطة الى العراقيين الذي وقع في منتصف الشهر الحالي بين مجلس الحكم الانتقالي و"التحالف" نتيجة اعتراضات آية الله العظمى علي السيستاني. وكان طالباني فشل في انتزاع موافقة السيستاني على الاتفاق، وأعلن في ختام لقاء في النجف مع السيستاني ان المرجع الشيعي يطالب بانتخابات بالاقتراع العام لاختيار اعضاء "الجمعية الوطنية الانتقالية". واوضح رئيس مجلس الحكم ان "لدى السيستاني تحفظاً واحداً هو أخذ رأي الشعب العراقي واجراء الانتخابات للمجالس التشريعية والبلدية". وقال طالباني ان الاتفاق سيعدل لتخفيف مخاوف الزعيم الشيعي. واضاف ان "الاتفاق قائم لكن سيرفق بالنصوص الاخرى ملحقة"، موضحاً ان "الاتفاق آخذ في التطور". وفي غياب احصاء سكاني حديث في العراق أوضح طالباني ان السيستاني، وهو أبرز المراجع الشيعية، طالب بأن يتم الاقتراع "وفق البطاقة التموينية". وشدد رئيس مجلس الحكم على ان السيستاني يعتبر ان "المجالس الحالية غير منتخبة، وطالب قوات الاحتلال بالوفاء بوعودها". ويأتي هذا الموقف في ظل تحفظات عراقية، خصوصاً شيعية، عن اتفاق نقل السلطات الذي وقع في منتصف الشهر الحالي بين مجلس الحكم الانتقالي و"التحالف". وطالب كبار رجال الدين الشيعة بالاشارة الى الاسلام في القانون الاساسي وبتشكيل جمعية وطنية موقتة بالانتخاب وليس باختيار اعضائها. وكان رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق عبدالعزيز الحكيم، العضو في مجلس الحكم الانتقالي، حذر من ان "مشاكل حقيقية ستحدث اذا لم تؤخذ التحفظات التي عبرنا عنها في الاعتبار". واوضح ان السيستاني وآية الله محمد سعيد الحكيم "يشاطرانه التحفظات نفسها". واضاف الحكيم ان السيستاني "يصر على ضرورة ان يبدي الشعب رأيه في المسائل المركزية والحاسمة للبلاد، وهذا لا ينطبق على شكل الجمعية الموقتة" التي ينص عليها الاتفاق، مؤكداً ضرورة اجراء انتخابات في المرحلة الانتقالية "وان كانت لا تلبي كل معايير النظام" على المستوى المحلي. واكد: "يجب ان تكون هناك اشارة الى مرجعية الاسلام وتأكيد ان كل ما هو مخالف للاسلام ممنوع". ويعد قبول السيستاني بالاتفاق امراً مهما كي يدعم الشيعة الذين يشكلون 60 في المئة من شعب العراق الاقتراحات التي تنص على انتخابات غير مباشرة لتشكيل مجلس يقوم باختيار حكومة انتقالية ويشرف على صياغة الدستور. وصرح ناطق باسم طالباني قبيل اجتماعه مع السيستاني بأن رئيس مجلس الحكم سيبلغ السيستاني بأن الاتفاق يتجاوب مع مخاوف الشيعة. وقال كوباد، نجل ومساعد طالباني: "انها فرصة لمناقشة تفاصيل الخطة واطلاعه على العملية وابلاغه بأن الخطة تمضي بعيداً على طريق تبديد مخاوفه في ما يتعلق بصياغة الدستور عن طريق مجلس منتخب". ونادراً ما يدلي السيستاني بتصريحات سياسية، الا انه أكد في حزيران يونيو الماضي انه لا بد من انتخاب أعضاء المجلس الدستوري الذين سيضعون الدستور. ولم يدعم رجل الدين الشيعي البارز الاحتلال الاميركي كما لم يعارضه صراحة.