تحول تشييع عراقي شيعي في شرق الموصل امس الى مجزرة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى داخل مسجد استهدفه هجوم انتحاري. وتزامن الحادث الذي طغى على أنباء الولادة الوشيكة للتحالف بين اللائحة الكردستانية في البرلمان و"الائتلاف الموحد"الشيعي، مع نشر الحكومة العراقية قائمة بأسماء من اعتقلوا أو قتلوا من جماعة أبي مصعب الزرقاوي، تظهر انه لم يبق من مساعديه سوى واحد راجع ص4. وتستجوب وزارة الدفاع العراقية أربعة من موظفيها بتهمة"التواطؤ مع المتمردين". ومع توجيه الدعوة الرسمية الى افتتاح جلسات الجمعية الوطنية البرلمان المنتخبة في 16 الشهر الجاري، اكد"الاتحاد الوطني الكردستاني"حزب جلال طالباني الاتفاق مع"الائتلاف"الشيعي على تطبيق قانون ادارة الدولة في مسألة كركوك، موضحاً ان ذلك يعني"تطبيع الحكومة الانتقالية الوضع في المدينة". ويتوقع ان يعلن غداً اتفاق التحالف بين الأكراد والائتلاف الشيعي الذي دعا أحد اعضائه امس الى اقرار مشروع اقليم الجنوب في العراق، اسوة باقليم كردستان في الشمال. لكن زعيم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"صرح بأن قضية كركوك"غير قابلة للتأجيل"، وشدد على أن دخول الجيش العراقي الى كردستان يحتاج الى موافقة البرلمان الكردي. وكشف عامر الحسيني احد أبرز قياديي تيار الصدر في بغداد، ان مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني، يمارس ضغوطاً على مقتدى الصدر، لحضه على المشاركة في تشكيلة الحكومة المقبلة. واكد ل"الحياة"ان هناك اتصالات"سرية"بين"الائتلاف الموحد"وقيادات في التيار لحسم الموضوع، مرجحاً ان يرشح أنصار الصدر شخصيات قريبة لتولي حقائب وزارية. واكد أبو اكبر الساعدي، أحد أبرز قادة"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"ل"الحياة"ان يوم غد سيشهد اعلان توافق بين قائمتي"الائتلاف"والتحالف الكردستاني في شأن تشكيلة الحكومة، وان مجموعة من الاعلانات المشتركة حول وضع اللمسات الأخيرة لتوزيع المناصب الوزارية ستعلن بعد ذلك. وزاد:"يبدو ان الاتفاق الكردي - الشيعي وشيك لتوزيع الحقائب الوزارية السيادية، وهي الخارجية والدفاع والداخلية". وتحدث عن"اصرار الأكراد على تسلم حقيبة وزارة الدفاع، والائتلاف لا يمانع، وهو مصر على تولي وزارة الداخلية، على ان يُترك منصب وزير الخارجية لشخصية سنية على الأرجح". واعتبر جواد طالب، المستشار السياسي لابراهيم الجعفري المرشح لمنصب رئيس الحكومة، ان النقاشات حول الحقائب الوزارية السيادية الثلاث شهدت صعوبات بين"الائتلاف"و"التحالف الكردستاني". وقال ل"الحياة"ان حركة"الوفاق الوطني"التي يتزعمها اياد علاوي اعطت اشارات ايجابية حول مشاركة قيادات منها في حكومة الجعفري، مؤكداً ان الأكراد ايدوا بقوة تولي الأخير رئاسة الحكومة، ما يعني ان فرص فوز علاوي بهذا المنصب باتت معدومة تماماً. إلى ذلك، نقلت وكالة"فرانس برس"عن فؤاد كمال، أحد قادة حزب طالباني تأكيده توصل الأكراد الى اتفاق مع الشيعة، لحل مسألة كركوك استناداً الى قانون إدارة الدولة. وأكد عدم وجود منافس لطالباني على منصب رئاسة الجمهورية. التفجير ميدانياً، وفي واحدة من الهجمات الدموية بعد الانتخابات، فجر انتحاري نفسه في مسجد للشيعة شرق الموصل، ما أودى بحياة 30 عراقياً على الأقل وأدى الى جرح أكثر من 25 آخرين. روى شهود أن انتحارياً فجر نفسه داخل قاعة متصلة بالمسجد، أثناء مراسم تشييع في حي التميمي شرق المدينة. وفي وقت أعلنت شرطتا الكوت وكربلاء، اعتقال ثمانية"ارهابيين"بينهم أربعة عرب ومساعد للزرقاوي، يشتبه في ضلوعهم بعمليات"ذبح واغتصاب"، نشرت الحكومة أسماء جميع معاوني الزرقاوي الذين قُتلوا أو اعتقلوا أو ما زالوا مطلوبين. ونشرت صورة ملونة للأخير محاطة ب11 اسماً لمعاونيه المعتقلين، وسبعة أسماء لمعاونيه الذين قتلوا مع صورة وحيدة ل"أبي طلحة"كتب عليها"مطلوب"، في اشارة الى أنه لم يبقَ سوى معاون واحد للزرقاوي. وقتل تسعة عراقيين، بينهم مقدم في الاستخبارات، تبنت جماعة الزرقاوي اغتياله في بيان على الانترنت. وجاء في البيان أن المقدم"كان يحقق مع المجاهدين ويؤذيهم". وكشف مساعد لوزير التخطيط مهدي الحافظ ان حراساً أجانب هم الذين أطلقوا النار على موكب الوزير في بغداد أول من أمس، ما أدى الى مقتل اثنين من مرافقيه.