أطلق الرئيس سليم الحص أمس"نداء من أجل الانقاذ"خلال لقاء مع الصحافة نصح خلاله رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي بالانفتاح على المعارضة و"ابداء استعداده لتأليف حكومة اتحاد وطني معها وبالتالي دعوته إلى التشاور البنّاء معها". وفي توصيات جاءت تحت بند عدم إفساح أي مجال لتردد أو مناورة أو مزيد من الرهان على الخارج نصح كرامي بأن"يتبنى مطلب التحقيق القضائي الدولي الفاعل والشفاف في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ضمن رؤية يحددها مجلس الوزراء على أن يتابع التحقيق القضائي اللبناني بكل جدية"، ودعاه أيضاً إلى"الاستعداد للسير في تحقيق عاجل يجريه مجلس الوزراء"في شأن الجريمة وملابساتها تمهيداً لاتخاذ القرارات المناسبة في تحديد المسؤوليات عن أي إهمال أو تقصير أو تقاعس. وشدد الحص على أن تحقيقاً يجب أن يجريه مجلس الوزراء مع القيادات الأمنية قبل إصدار أي قرارات في حقها، مذكراً بأن قرارات اتخذت سابقاً في مجلس الوزراء في زمن حكومته وفي زمن حكومة الرئيس الحريري بوضع مسؤولين إداريين في التصرف فطعن أصحاب الشأن فيها أمام مجلس الشورى الذي أبطلها لأن المتهمين لم يستمع إليهم وبالتالي لم تترك لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم. وفي ما يختص بالانتخابات طالب الحص كرامي بالتصميم على إجراء انتخابات نزيهة وعادلة والاستعداد للسير في انشاء لجنة من قضاة ورجال أمن متقاعدين موثوق بهم للإشراف على العملية الانتخابية بقرار من مجلس الوزراء والترحيب بأي منظمة من منظمات حقوق الإنسان الدولية تتطوع لمواكبة الانتخابات لا مراقبتها، ودعاه أيضاً الى الإستعداد لإعادة النظر في مشروع قانون الانتخابات النيابية الذي"صيغ على هرطقة أن لكل طائفة اختيار ممثليها ما سيجعل من البرلمان مجلساً فيديرالياً طوائفياً"ورأى الحص أن هذا الكلام مدمر للوحدة الوطنية، وان اقتضت إعادة النظر تأجيل الانتخابات شهرين. ودعا إلى متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى اللبناني السوري بجدية وأمانة على أن يكون اتفاق الطائف هو الأساس لا القرار 1559 مع تأكيد حماية المقاومة اللبنانية ما دام لبنان في حالة حرب مع اسرائيل، وما دامت بعض أراضيه محتلة، وما دام يتعرض لاعتداءات اسرائيلية على أجوائه ومياهه الاقليمية. ودعا الى التمسك بالقرارات الدولية 194 و242 و425 و1559 والمطالبة ببرمجة زمنية لتنفيذها، والى الحرص على أوثق العلاقات بين لبنان وسورية على كل المستويات وفاء لعروبة لبنان وعملاً بمبدأ حسمه الطائف بأن لبنان عربي الانتماء والهوية. وتلا النداء بيان لخص فيه الحص قراءة"منبر الوحدة الوطنية"وقال فيه إن"التصعيد ينبع من الجانبين"أي الموالاة والمعارضة لكنه رأى أن الأزمة تنتهي بقرار من المعارضة وحدها، وأضاف أن تظاهرة يوم الثلثاء الماضي ما كانت لتكون لولا تظاهرات المعارضة المتتالية، وقال إنها تختصر بكلمة"لبنان ليس فريقاً واحداً بل فرقاء، والوحدة الوطنية لا تكون في بقعة من المدينة بل تكون في كل لبنان". ودعا إلى الإقلاع عن"لغة التخاطب بالتظاهر والتصعيد وأن نثوب إلى لغة الحوار والسجال الديموقراطي البناء". وسأل المعارضة:"علام الاستمرار في التصعيد؟ علام نحن مختلفون؟ علام نحن مختلفون؟...فلنحتكم إلى اتفاق الطائف في فض الخلافات بيننا". وقال الحص"المشكلة أن لبنان مقسوم اليوم فريقين، كلاهما ينشد الغلبة لنفسه"، لافتاً إلى أن التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها المجتمع اللبناني لا تحتمل لا غالباً ولا مغلوباً، وقال إن الرهان على الولاياتالمتحدة وفرنسا لا يصنع المستقبل. واختتم متحدثاً عن القوة الثالثة التي أطلقها المنبر وهدفها"ترميم ما تصدع من وحدتنا الوطنية". وقال الحص:"سنواصل نشاطنا في مواكبة ما يتم على صعيد تنفيذ اتفاق الطائف وتوحيد الرؤية حول القرار 1559.