استيقظت بغداد صباح امس على وقع انفجارات عدة استهدفت خمس كنائس موزعة في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية ملحقة بها أضراراً مادية من دون أن توقع اصابات. وانفجرت قنابل قرب او داخل خمس كنائس في بغداد هي مار يوسف ومار يعقوب ومار جرجس ومار روم ومار توما. واستنكر بطريرك الكلدان عمانوئيل دلي هذه الانفجارات وسأل: "اذا كانت الحكومة عاجزة فماذا بإمكاننا ان نفعل؟"، موضحاً ان "بيوت الله مفتوحة امام الجميع ولا نستطيع اقفالها. وطلبنا منهم عدم مهاجمة دور العبادة مهما كان نوعها". وقال اسحق اسحق، مدير العلاقات العامة في "الحركة الديموقراطية الآشورية"، الممثل الوحيد للطائفة المسيحية في الحكومة الموقتة ل"الحياة" إن "سوء تصرف القوات الاميركية في عدم السيطرة على الحدود العراقية ومعسكرات الجيش ساهم في دخول الأسلحة والعناصر المتطرفة الى العراق من جهة وسرقة معدات وأسلحة الجيش العراقي المنحل من جهة اخرى"، معتبراً ان "قصف القوات الاميركية الجوامع ودهمها المساجد واعتقالها رجال الدين المسلمين سيفضي الى ردود فعل لدى بعض المتطرفين وسينتهي بهم الأمر الى ضرب التجمعات المسيحية على اعتبار انهم والاميركيون يمثلون ديناً واحداً". وأشار اسحق الى ان "المسيحيين يساندون المسلمين على اعتبار انهم عراقيون ولا يمكن ان يكونوا بأي حال من الاحوال مع المحتل حتى وان كان ينتمي للدين ذاته". من جهته، أوضح احد رجال الدين المسيحيين رافضاً الاشارة الى اسمه ان استهداف الكنائس لا يمكن النظر اليه بمعزل عن انتهاك حرمة المساجد. فالهدف واحد وهو خلق فتنة طائفية في العراق. لافتاً الى ان ضرب الكنائس ربما يكون بسبب دخول بعض عناصر القوات المتعددة الجنسية اليها للصلاة، لكن ذلك لا يعني مطلقاً ترحيب المسيحيين بهم. وفي كنيسة في منطقة الكرادة التي تعرضت لهجوم احترق المنبر والمقاعد. وقالت مارلين ميخائيل 40 عاماً: "هذا ليس بالأمر الجيد. نحن نعيش في خوف". وقال سرجون ميخائيل 33 عاماً: "نشعر جميعاً بالقلق بشأن المستقبل. في السابق لم تكن لدينا مشاكل. والآن أي شيء يمكن ان يحدث لنا". وقال عادل كريم، 30 عاماً: "كان من السهل على الحكومة في الماضي ان تضبط المرتكبين لأن البلد كان يخضع لسيطرة صارمة. والآن مع كل هذه الفوضى والعنف لا سبيل لمعرفة من يهاجمنا". وبعد وقوع الانفجارات، فرضت الشرطة طوقاً حول الكنيسة الانغليكانية الواقعة في وسط العاصمة. يذكر ان موجة من الاعتداءات استهدفت كنائس في بغداد والموصل مطلع آب اغسطس الماضي أسفرت عن سقوط 10 قتلى وحوالي 50 جريحاً. ويقدر عدد المسيحيين في العراق، والغالبية العظمى منهم من الكلدان، بحوالي 700 الف نسمة.