في وقت أعلن الحزب الديموقراطي الكردستاني عن زيارة مرتقبة لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الى بغداد لاستئناف المفاوضات مع أطراف حكومية وأخرى غير حكومية تتناول إجراء تعديلات على مسودة الدستور، كشف عضو في لجنة مقاطعي الانتخابات، عن جانب من المفاوضات التي خاضها السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد مع البارزاني في كردستان تتناول إجراء تعديلات لصالح العرب السنة في مسودة الدستور. وقال المصدر، الذي فضّل عم ذكر اسمه، ل"الحياة"ان"زاد انتزع في نطاق مفاوضات اللحظة الاخيرة التي يخوضها لتعديل الدستور موافقة القيادات الكردية على تعديل الفقرة"3"المتعلقة بهوية العراق وكذلك تعديل المواد المتعلقة بتعزيز صلاحيات الحكومة المركزية على حساب حكومات الأقاليم". وأوضح ان أعضاء لجنة مقاطعي الانتخابات طالبوا بتأجيل إقامة أقاليم فيديرالية في الوسط والجنوب لثماني سنوات حيث يمكن ان تقوم حينها هذه الأقاليم بعدما تكون خفت حدة التوترات الدينية والطائفية الموجودة حالياً واختفاء التهديدات التي يمكن ان تتعرض لها تلك الأقاليم بحسب أعضاء اللجنة،"وهو اقتراح وافق عليه الأكراد، فيما رفضته قائمة الائتلاف الشيعية". واضاف المصدر ان ممثلي المغيبين طالبوا بتعديل المادة 18 المتعلقة بتعديل قانون الجنسية العراقية من خلال تعديل التعريف الخاص بالعراقي، أي ان يكون العراقي هو المولود من أب وأم عراقيين، لا ان يكون مولوداً لأي منهما. وأكد المصدر ان الموقف من هذا الطلب لم يُحسم بعد من قبل كتلة الائتلاف العراقي الموحد. واشار الى ان المطالب المتعلقة بتعديل المواد 108، 109، 110 الخاصة بتوزيع الثروات الطبيعية وموارد المياه لاقت رفضا كرديا ً كون الأكراد يرون ان الثروات الطبيعية تتمثل في الغاز والنفط فقط ولا يريدون ان يمنحوا الحكومة المركزية سلطة على موارد المياه الطبيعية خصوصاً ان غالبيتها عيون وينابيع باتت مراكز سياحية، وزاد ان تخفيف حدة لغة الديباجة ونزع الطابع الطائفي عنها لاسيما فيما يتعلق بذكر المرجعيات والعتبات المقدسة، لاقت موافقة الكتلة الكردية فيما أصرت الكتلة الشيعية على إبقائها. ومع اعلان فرج الحيدري الناطق الرسمي باسم الحزب الديموقراطي الكردستاني في بغداد ل"الحياة"عن زيارة مرتقبة للرئيس بارزاني الى بغداد في اليومين المقبلين لاستئناف المفاوضات التي بدأها مع السفير الاميركي، نفى فؤاد معصوم نائب رئيس لجنة صوغ الدستور وكبير المفاوضين باسم كتلة التحالف الكردستاني إجراء جولة جديدة من المفاوضات في بغداد في شأن الموضوع. وأكد ل"الحياة"ان التعديلين اللذين وافقت عليهما القيادة الكردية يتمثلان بتقديم عبارة"عضو مؤسس وفعال في الجامعة العربية وملتزم بميثاقها"، على عبارة"وهو جزء من العالم الإسلامي والعربي"ليكون التعريف النهائي للعراق هو"العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب وعضو مؤسس وفعال في الجامعة العربية وملتزم بميثاقها وهو جزء من العالم العربي والإسلامي. ويتمثل التعديل الثاني باعتبار"اللغة العربية لغة رسمية في إقليم كردستان حالها حال اللغة الكردية"، وهي"تغييرات طفيفة لا تمس مضمون البنود الدستورية"، بحسب وصف معصوم. وأضاف ان"باب التعديلات اغلق تماماً وما من مفاوضات جديدة حول هذا الموضوع ستجري في بغداد". وقال فرج الحيدري ل"الحياة"ان المشكلة التي يواجهها الجميع في العراق هي"مشكلة سياسية أكثر منها قانونية او دستورية، واوضح ان هناك تيارات تقف ضد العملية السياسية في العراق جملة وتفصيلاً، وهذه التيارات لن تتخلى عن نهجها بتعديل بند او فقرة مما ورد في مسودة الدستور. ولفت الحيدري الى ان بارزاني يحاول الوصول الى حلول توافقية ترضي جميع الأطراف ما يسعى اليه السفير الاميركي ايضاً من خلال تبني شروط العرب السنة الا ان بعض هذه الشروط والمشاريع تعجيزية".