عقدت"ندوة العمل الوطني"التي باتت تعرف ب"القوة الثالثة"تمييزاً لنفسها عن تيّاري المعارضة والموالاة مؤتمراً صحافياً أمس في فندق"السفير هيليوبولتن"في بيروت حضرته وجوه سياسية وحزبية لبنانية ونتج منه مشروع وثيقة عمل لخصت الاولويات بموضوع الوحدة الوطنية. وحضر المؤتمر كل من الوزراء جان لوي قرداحي وكرم كرم والنواب باسم يموت وفيصل الداود ونجيب ميقاتي وأسامة سعد, والنواب السابقون نجاح واكيم وتمام سلام وميشال ساسين. كذلك حضر الامين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة والمطران شكرالله حرب ممثلاً البطريرك الماروني نصرالله صفير. واستهل المؤتمر بكلمة لرئيس الوزراء السابق سليم الحص فرحب بكل من لبى"الدعوة الى اطلاق القوة الثالثة عبر استحداث ما يسمى منبر الوحدة الوطنية". وأوضح الحص ان ما يراد من هذا المنبر هو"ان يجسد ارادة الذين لم ينخرطوا في حرب الخنادق السياسية الناشبة بين فريق يسمى موالاة وفريق يسمى معارضة بأسلحة الاهانة والشتم وأحياناً التخوين", معتبراً ان الصدام ليس"بين مواقف او برامج او منطلقات بقدرما هو بين مصالح انتخابية على ابواب استحقاق نيابي". ولفت الحص الى ان المواجهات الانتخابية بلغت هذه المرة حدود تصديع الوحدة الوطنية وتهديد الوجود الوطني. وأضاف:"بلغ الخطر اقصاه مع الاستقواء بالخارج خصوصاً بعد صدور القرار 1559 عن مجلس الامن الدولي". وشدد الحصص على ان القوة الثالثة ليست"خياراً ثالثاً أو حلاً وسطاً بل هي حل بديل للسير في اعادة ترتيب اولويات المرحلة بتقديم اولوية الوحدة الوطنية على اي اعتبار آخر". وأضاف"مشروعنا ليس حلفاً سياسياً بل حلف وطني". وطرح الحص خطة عمل عملية تبدأ"أولاً بتطوير الممارسة الديموقراطية وثانياً بردم المطبات", مقترحاً العمل على ارساء الديموقراطية كثقافة اجتماعية عبر العمل المنهجي على الصعد كافة لاسيما التربوية والاعلامية والثقافية منها. وقال:"أما الديموقراطية نظاماً فتفترض العمل على تطوير النصوص من جهة توصلاً الى نظام للتمثيل الصحيح في الحكم وتعطيل العوامل التي تشوه حرية الاختيار وسلامته كالمال والفساد والعصبيات الجامحة". ودعا الحص الى تفعيل آليات المساءلة والمحاسبة التي وصفها بأنها"غائبة أو مغيبة في لبنان". وخلص الى ان"الديموقراطية هي الهدف والوسيلة. بمعنى انها من صلب حقوق الانسان في وطنه وبالتالي من مقومات رفاه المواطن ومن مؤشرات رقي المجتمع. وهي الوسيلة بمعنى انها السبيل الى الاستقرار والتطور المنتظم".