استعرض الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة امس مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن والوفد المرافق له التطورات في قطاع غزة بعد اتمام المرحلة الاولى من الانسحاب الاسرائيلي الأحادي, وذلك في اجتماع استمر نحو ساعة. وضم الوفد الفلسطيني نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام الدكتور نبيل شعث ووزير الشؤون العربية السيد محمد دحلان ووزير شؤون المفاوضات الدكتور صائب عريقات والمستشار الإعلامي للرئيس السيد نبيل أبو ردينة وسفير فلسطين في القاهرة زهدي القدرة. وصرح"أبو مازن"عقب اللقاء بأن زيارته الحالية للقاهرة كانت ضرورية جداً خصوصاً بعد ان انتهى الاستيطان في غزة وبعض مناطق الضفة الغربية وهي المرحلة الاولى والأهم في ما يتعلق بهذه القضية, مشيراً الى مرحلة اخرى تتعلق بخروج الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة. وقال عباس إن"المعابر نقطة اساسية وحساسة جداً, ويتوقف على حلها ان تكون غزة سجناً أم لا", مشيراً الى أن رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان سيزور السلطة الفلسطينية يوم 29 الجاري لمتابعة هذه القضايا. وحول تشغيل المطار, قال عباس انه"لم يتم الاتفاق على المطار حتى الآن ولكن تم الاتفاق على الميناء, أما بالنسبة للمطار فتشغيله يحتاج الى توافق واتفاق دولي وخصوصاً مع دول المنطقة مصر والاردن واسرائيل, لكننا سنعيد بناءه". وتابع عباس:"ان الجهاد الاكبر هو البناء فبعد ان انتهينا من احتلال مناطق في فلسطين نحتاج الى البناء والتعمير والتنمية. المرة الاولى هي خروج المستوطنين يتلوه خروج الجيش الاسرائيلي ثم يأتي بعد ذلك تطبيق اتفاق شرم الشيخ وهو يتمثل في الانسحاب من مدن الضفة الغربية واطلاق الاسرى والمبعدين وغير ذلك من الاشياء المتفق عليها". واضاف:"بمجرد ان ينتهي الانسحاب سنعود الى اتفاق شرم الشيخ". ومن جهته صرح السفير سلميان عواد الناطق باسم رئاسة الجمهورية عقب محادثات مبارك وعباس بأنها تركزت على ما يمكن أن يتم بعد اتمام الانسحاب الاسرائيلي من غزة خصوصاً. وقال ان الرئيس الفلسطيني تقدم للرئيس مبارك بعدد من الطلبات وشدد مبارك على أن كل هذه الطلبات مجابة"لأن القضية الفلسطينية هي قضية مصر". وأوضح عواد ان مبارك يرى انه لا بد من تعاون كل الاطراف الاقليمية والدولية كي يؤدي الانسحاب الاسرائيلي من غزة الى ازدهار للاقتصاد الفلسطيني في غزة على نحو يلمسه كل مواطن فلسطيني. واضاف ان مبارك اكد انه لا يمكن أن يسمح ان تتحول غزة الى سجن كبير و"لتنفيذ ذلك هناك الكثير مما ينبغي ان نعمله, فمصر حريصة على ان يكون الدور المصري دوراً فاعلاً". وقال المتحدث الرسمي إنه في ما يتعلق بباقي المسارات هناك المسار الأمني ومساعدة السلطة الفلسطينية في استكمال تدريب كوادرها الامنية لكي تتحمل المسؤولية الامنية بعد الانسحاب الاسرائيلي, وكيف يمكن أن يتحقق الشرط الذي تمسك به مبارك منذ ان طرحت فكرة الانسحاب الاسرائيلي من غزة وهو ان يكون الانسحاب جزءاً لا يتجزأ من خريطة الطريق. وعقد عباس محادثات مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى, وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء ان المحادثات تناولت الخروج الاسرائيلي من قطاع غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية وما بعد الانسحاب الاسرائيلي. واضاف ان اللقاء تطرق ايضاً الى القمة العربية الطارئة التي كان من المفترض عقدها في مدينة شرم الشيخ, مؤكداً ضروة العمل على عقد هذه القمة سريعاً لما لذلك من تطورات خطيرة علي الارض الفلسطينية وعلى الارض العراقية. ورداً على سؤال قال عباس إن اعمار غزةوالضفة الغربية له أولوية خصوصاً بعد التدمير الهائل الذي اصاب الارض الفلسطينية سواء في ما يتعلق بالمدارس او المستشفيات والمراكز الحكومية والبنية التحتية. واضاف:"سنبدأ الإعمار في آن واحد سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة". وأكد عباس أن الدعم العربي موجود وان العرب لهم موقف بالنسبة للمساعدات للسلطة الفلسطينية في هذا الوقت بالذات, وأن هذه المساعدات بدأت وهناك مشاريع للمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة, موضحاً أن هناك مشروعا كبيرا لدولة الامارات يسمى"مشروع الشيخ خليفة بن زايد"ويقضي ببناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية على احدى المستوطنات.