توقعت مصادر فلسطينية مطلعة ان يحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن على التقاعد عدداً آخر من كبار قادة الاجهزة الامنية في الضفة الغربية استكمالا للخطوة المماثلة التي طاولت تسعة من كبار الضباط في قطاع غزة في مقدمهم قائد قوات الامن الوطني اللواء الركن عبدالرازق المجايدة وذلك في اطار تطبيق قانون"التقاعد"للخدمة العسكرية الذي اقره المجلس التشريعي الفلسطيني اخيراً. واكدت المصادر ذاتها ل"الحياة"أن الحديث يدور عن عدد من"قادة المناطق"في الضفة الغربية اضافة الى قائد قوات الامن الوطني في الضفة اسماعيل جبر. واعلن في رام الله مساء الخميس، في اعقاب انتهاء اجتماع طارئ للجنة المركزية لحركة"فتح"شارك فيه رئيس مجلس الامن القومي رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع، عن احالة تسعة من القادة والضباط غالبيتهم من قوات الامن الوطني في قطاع غزة. وجاء في البيان الرسمي ان اللواء الركن المجايدة قائد قوات الامن الوطني احيل على التقاعد"بناء على طلبه". وقالت الاذاعة الفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني قرر تقليد اللواء المجايدة وساماً. كما احيل على التقاعد المدير العام للشرطة في قطاع غزة اللواء صائب العاجز"بناء على طلبه ايضا"فيما احيل كل من عمر عاشور، قائد المنطقة الجنوبية في القطاع، ونائبه حسن النجار على التقاعد. وتقرر"احالة خمسة ضباط من الامن الوطني الفلسطيني وسادس من الشرطة الفلسطينية الى الاستيداع". وجاء هذا القرار في اعقاب فشل قوات الامن الوطني الفلسطيني التي انتشرت على طول حدود التماس مع المستوطنات اليهودية في قطاع غزة والحدود الفاصلة بين القطاع والدولة العبرية في منع ناشطين من حركتي"حماس"و"فتح"واللجان الشعبية قذائف الهاون باتجاه اهداف اسرائيلية، اما الإقالات في صفوف جهاز الشرطة فجاءت في اعقاب اقتحام مسلحين فلسطينيين مقر"السرايا"في غزة وقتلهم ثلاثة من السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم السلطة. واستبقت حركة"حماس"اجتماع ممثليها مع الرئيس الفلسطيني الذي وصل الى غزة الجمعة لبحث"احترام "الحركة لاتفاق الهدنة ولاطلاع ممثلي الفصائل الفلسطينية على نتائج قمة"شرم الشيخ"، بإعلانها"التزامها"اتفاق التهدئة. وفي ما بدا محاولة لتخفيف التوتر الذي نتج عن اطلاق قذائف الهاون على المستوطنات اليهودية في القطاع والذي اعتبرته السلطة الفلسطينية"خرقاً"لاتفاق التهدئة، اكد الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري"عدم وجود اي تحول في موقف حماس في التعاون مع عباس بما يحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني ويحقق مصلحته العليا". وقال ابو زهري ان قادة الحركة التقوا الوفد الامني المصري برئاسة مصطفى البحيري نائب رئيس الاستخبارات المصرية مساء الخميس واكدوا ان"عمليات المقاومة التي جرت الخميس هي رسالة موجهة الى الاحتلال الاسرائيلي ورد على الخروق والتجاوزات الاسرائيلية التي اعقبت القمة". واضاف ان توقف العدوان الاسرائيلي سيؤدي الى تشجيع التهدئة. من جانبه، قال الناطق باسم"حماس"مشير المصري ان موقف الحركة من التهدئة لم يتغير وما حصل هو رد فعل على الخروقات الاسرائيلية، والحركة ستحدد موقفها لنهائي من الهدنة في اعقاب اجتماع قادتها مع الرئيس عباس. وقال مدير مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني حسن ابو لبدة ان الرئيس الفلسطيني سيطالب الفصائل الفلسطينية بمنح السلطة فرصة لتنفيذ التفاهمات التي جرى التوصل اليها في قمة شرم الشيخ الرباعية. وقال ابو لبدة في تصريحات صحافية ان استمرار الفصائل بالقيام بعمليات سيؤدي الى زيادة الاحتكاك الفلسطيني الداخلي. واكد في معرض تعليقه على قرار احالة عدد من القادة والضباط الفلسطينيين ان السلطة الفلسطينية"لن تقبل بأي ترهل في اداء اجهزتها الامنية". وفي سياق متصل، عقد اجتماع في تل ابيب امس الجمعة بين الوفدين الفلسطيني برئاسة وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات والاسرائيلي برئاسة نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز بعد تأجيله 24 ساعة من الجانب الاسرائيلي. وشارك ايضا في الاجتماع رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي غيؤولا آيلاند والوزير حاييم رامون. وفي اجتماع سابق مع الديبلوماسيين الاوروبيين المعتمدين لدى اسرائيل دعا بيريز الى نقل الدفيئات الزراعية في المستوطنات اليهودية في قطاع غزة الى الفلسطينيين"للمساعدة في حل مشاكلهم الاقتصادية". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن بيريز قوله انه لا يحبذ"تدمير كافة المستوطنات اليهودية في القطاع بعد الانسحاب الاسرائيلي منه لما يلحقه من اذى بصورة اسرائيل امام العالم". ويترأس بيريز"اللجنة الاقتصادية"المشتركة مع الجانب الاسرائيلي.