تنتظر الحلبة الحزبية في اسرائيل رد الزعيم السابق لحزب"العمل"يسار الوسط شمعون بيريز على اقتراح صديقه رئيس الحكومة ارييل شارون الانضمام اليه والى حزبه الجديد"كديما"الى الأمام لقاء تسليمه حقيبة وزارية رفيعة في حكومته الجديدة في حال كلف تشكيلها بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في 28 آذار مارس المقبل. ويواصل الوزير العمالي السابق حاييم رامون الذي انتقل الى حزب شارون، وأحد القريبين من رئيس الحكومة اوري شاني جهود الوساطة لاقناع بيريز 82 عاما بالالتحاق بشارون. وأمس اجتمعا به للمرة الثانية خلال 48 ساعة وسط أنباء عن احتمال أن يعلن بيريز دعمه"كديما"من دون الترشح على لائحته الانتخابية على أن يحظى بعد الانتخابات بمنصب وزاري كبير يدير من خلاله العملية السياسية. وثمة أنباء عن عرض آخر يقضي بمكافأة بيريز على دعمه حزب شارون بدعم ترشيحه لمنصب الرئيس الاسرائيلي"لينهي حياته السياسية العريضة باحترام". لكن هذا العرض يبدو غير واقعي لان الانتخاب لهذا المنصب الفخري سيكون بعد عامين وليس أكيدا دعم سائر الأحزاب لهذا الترشيح، فضلا عن أن بيريز سيكون في الخامسة والثمانين من عمره. ويسود أوساطا في حزب"العمل"الانطباع بأن بيريز في طريقه الى ترك الحزب والالتحاق بشارون خصوصاً أن الزعيم الجديد لحزب"العمل"عمير بيرتس ليس متحمساً لضمان المكان الثاني على لائحته الحزبية لسلفه، ما يدفع هذا الى الخيار بين أمرين: الانضمام الى شارون، أو اعتزال المعترك السياسي كما ينصحه القريبون منه وأفراد أسرته. ويأتي اقتراح شارون هذا بعد أن بيّنت استطلاعات أجراها حزبه أن انضمام بيريز اليه سينقل للحزب الجديد أصواتا من مؤيدي حزب"العمل"، وتحديدا من المحسوبين على اليمين المعتدل والأشكناز الذين لا يعرفون الى الآن كيف يتجرعون زعامة رجل شرقي، ما سيؤدي بالتأكيد الى إضعاف"العمل". كما يندرج الاقتراح ضمن مساعي شارون لجذب شخصيات"لامعة"الى حزبه الجديد تميزه عن منافسيه"العمل"و"ليكود"وبضمنها شخصيات عربية ورؤساء"كيبوتسات"التي عرفت حتى في الأمس القريب على أنها معاقل محصنة لحزب"العمل"واليسار الصهيوني. كما يجري القريبون من شارون اتصالات مع اثنين من أركان"ليكود"سابقا دان مريدور وروني ميلو ورئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي ومؤسس حركة"شينوي"البروفيسور في القانون ارييل رايخمان، وهناك اتصالات اخرى مع عدد من رؤساء بلديات محسوبين على"العمل". وما زال شارون يأمل بالتحاق وزير الدفاع شاؤول موفاز من دون أن تستبعد الأوساط القريبة من رئيس الحكومة حصول ذلك في حال خسر موفاز المنافسة على زعامة"ليكود"أمام بنيامين نتانياهو في الانتخابات الداخلية التي ستجري في 19 الشهر المقبل. وفي"العمل"لا يجلس بيرتس مكتوف الأيدي إزاء جهود شارون ويحاول هو أيضا ضم شخصيات تبوأت في الماضي مناصب عسكرية رفيعة على امل ان يشفع له ذلك في"التغلب"على حقيقة أنه يفتقر الى خلفية أمنية تكاد تعتبر شرطا غير مكتوب يجب أن يتوافر في كل من يطمح الى ادارة شؤون الدولة العبرية. ومن المرشحين للانضمام النائب السابق لقائد الجيش عوزي ديان، والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية عاموس مالكا. كما التقى بيرتس للغرض ذاته ابنة رئيس الحكومة السابق دالية رابين محاولا اقناعها بالعودة الى الحياة السياسية. وفي"ليكود"يحاول نتانياهو بث معنويات عالية في صفوف الأعضاء، معربا عن ثقته بأنه في حال فوزه بزعامة الحزب فإنه سيخرج الحزب من أزمته الراهنة. وقال في حديث اذاعي أمس إن ناخبي"ليكود"سيعودون في نهاية الأمر الى"بيتهم"، مضيفا أنه في حال كلف بعد الانتخابات تشكيل حكومة جديدة، فإن هذه ستجري استفتاء عاما قبل التوقيع على اتفاقات سياسية في المستقبل و"هذا ما يميزنا عن التجمع السياسي اليساري الذي يتشكل الآن"، في اشارة الى حزبي"كديما"و"العمل". ونفى الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف نفيا قاطعا أن يكون لديه علم بمبادرة عدد من أعضاء"ليكود"إلغاء الانتخابات لزعامة الحزب التي يتنافس عليها ستة مرشحين وتتويجه بالاتفاق زعيما للحزب، وذلك في محاولة لإخراج الحزب من أزمته. وقال في حديث اذاعي أنه معني بمواصلة اداء مهامه الحالية وأنه ليس أكيدا ان يعود مع نهاية ولايته الى الحياة السياسية في اسرائيل. الى ذلك، تقرر امس أن يرجىْ رئيس الحكومة الاسرائيلية تعيين وزراء جدد خلفا لوزراء"العمل"الذين استقالوا الأسبوع الماضي. وقرر المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز أن يتم ذلك بعد الثامن من الشهر المقبل حين تصبح الحكومة الحالية"انتقالية".