انشغلت قيادات لبنانية بالتعاون مع مسؤولين في الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير في التحري عن صحة المعلومات التي تحدثت اخيراً عن تهريب منظمات فلسطينية من لون سياسي معين السلاح ونقل المقاتلين من سورية الى لبنان في محاولة جادة لمعرفة الاسباب الدامغة الى دخول هذه المنظمات على خط التوتر السياسي الذي لا يزال يشهده لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن ثم توفير الحلول التي تحول دون إقحامها في ملف النزاعات الداخلية او توريطها في المعركة السياسية الدائرة حالياً بين سورية وقوى لبنانية فاعلة. وفي معلومات"الحياة"ان السلطات اللبنانية كانت ضبطت اخيراً عدداً من الاشخاص ينتمون في الدرجة الاولى الى الجبهة الشعبية - القيادة العامة - بزعامة أحمد جبريل وحركة"فتح الانتفاضة"بقيادة أبو موسى اثناء محاولتهم التسلل من داخل الاراضي السورية الى لبنان عبر منطقة البقاع الغربي. وبحسب المعلومات، فإن السلطات المعنية اوقفت العشرات منهم وبادرت في الاسبوع الماضي الى ترحيلهم بعد ان اخضعتهم الى التحقيق لتحديد اسباب تزايد تسلل المقاتلين. كما ان السلطات تتقصى حالياً عن المعلومات التي حصلت عليها، ومفادها ان عمليات التسلل تراجعت تدريجاً عما كانت عليه طوال المدة التي سبقت انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان ابريل الماضي، اذ سجلت التقارير، اضافة الى نقل المقاتلين الفلسطينيين، حصول عمليات تهريب للسلاح الى لبنان من الاراضي السورية. وفي هذا السياق قالت مصادر امنية لپ"الحياة"ان حركتي المقاومة الاسلامية "حماس" والجهاد الاسلامي غير مشمولتين بتهريب السلاح الى لبنان او بنقل أعداد من المقاتلين الفلسطينيين من سورية الى المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتحديداً تلك الواقعة في ضواحي بيروت. وأكدت المصادر ان الجبهة الشعبية - القيادة العامة - هي اكبر المستفيدين من تسلل المقاتلين وتهريب السلاح، تليها حركة"فتح - الانتفاضة"التي كانت انشقت عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات واتخذت من دمشق مقراً رئيساً لها بعد ان أمّنت حضورها السياسي والعسكري في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت والجنوب والشمال والبقاع. ولفتت الى ان حركة نقل المقاتلين واستقدام السلاح تزايدت في نيسان الماضي من جانب"القيادة العامة"لتعزيز وجودها المسلح في قاعدة عسكرية كانت انشأتها في بلدة قوسايا في البقاع الغربي. وأشارت الى ان"القيادة العامة"اخلت اخيراً قاعدتها في بلدة الناعمة قضاء الشوف القريبة من بيروت وبات الحضور فيها يقتصر الآن على عدد من الحراس الذين لا يظهرون بلباسهم العسكري، مؤكدة ان هذه القاعدة بالذات تحولت منذ اسابيع الى ما يشبه المحطة لاستقبال المقاتلين تمهيداً لتوزيعهم على المخيمات في بيروت. وعزت سبب حصر المقاتلين الذين يتم احضارهم الى الناعمة في مخيمات بيروت دون الجنوب الى ان مخيم عين الحلوة لم يعد يتسع لمزيد من المقاتلين، اضافة الى عدم قدرة الفصائل الفلسطينية التي ما زالت خارج الاطار التنظيمي لمنظمة التحرير على التأثير في الوضع الداخلي في المخيم. وكشفت المصادر عن معلومات تتعلق بتضاؤل عدد المقاتلين المنتمين الى"عصبة الأنصار"وپ"جند الشام"في عين الحلوة، من دون ان تحدد الجهة التي توجه اليها هؤلاء، لكنها رأت ان من اسباب اختفاء هؤلاء وجود شعور فلسطيني - لبناني مشترك بأن هناك من يحاول توظيفهم لإحداث ارباكات امنية داخل المخيم او في المنطقة المجاورة له ذات الكثافة السكانية من اللبنانيين. وأوضحت المصادر ان الفصائل الفلسطينية تداعت الى عقد اجتماع للنظر في خلفية انتقال المسلحين من سورية الى لبنان وبصورة غير شرعية، وقالت ان قيادتي"فتح الانتفاضة"وپ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، نفتا حصول ذلك وأكدتا عدم علاقتهما بكل ما يشاع او يقال على هذا الصعيد. واذ استبعدت مصادر فلسطينية إمكان حصول تطورات دراماتيكية في داخل المخيمات، خصوصاً الجنوب، يمكن ان تؤدي الى اندلاع الصراع الفلسطيني المسلح على مصراعيه فيها، قالت في المقابل ان التصريح الذي ادلى به أمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان العميد سلطان أبو العينين ونفى فيه دخول عناصر فلسطينية مسلحة الى الاراضي اللبنانية، قوبل بانزعاج من مسؤولين مقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ رأوا فيه محاولة للتغطية على قوى خارجة عن القيادة الفلسطينية. وأكدت المصادر ذاتها ان القيادة الفلسطينية شددت على ضرورة الالتزام بالموقف الذي كان ابلغه ابو مازن للسلطات اللبنانية عندما زار بيروت اخيراً بعدم السماح لأي طرف بإقحامها في ملف الصراع اللبناني - اللبناني او استخدامها طرفاً فيه.