على رغم ظهور خلافات بين اسرائيل والولايات المتحدة على "خريطة الطريق"، خصوصاً بعد اعلان وزير الخارجية الاميركي كولن باول الثلثاء للمرة الاولى ان "الخريطة" تستند الى خطاب الرئيس جورج بوش في حزيران يونيو 2001 والى المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت، سخر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من أي اشارات الى أنه يتعرض لضغوط اميركية بعد الحرب على العراق. واعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية امس ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير دعا نظيره الاسرائيلي الى لندن لاجراء محادثات، وقال ان شارون "سيعطي جوابه الاسبوع المقبل". وترفض اسرائيل المبادرة العربية التي تدعو الى انسحاب اسرائيل الى حدود 1967. وبينما تشترط اسرائيل ان ينفذ الفلسطينيون كل ما هو مطلوب منهم بموجب "خريطة الطريق"، خصوصاً في النواحي الامنية قبل ان تنفذ اسرائيل ما هو مطلوب منها، كوقف الاستيطان، فإن الاميركيين يطالبون بتنفيذ الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التزاماتهما بالتوازي. وجدد شارون في مقابلة معه نشرتها امس صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية موقفه من "خريطة الطريق"، مشيراً الى تمسكه بسياسة الخطوة خطوة وضرورة تنفيذ الفلسطينيين ما عليهم في الخطة قبل ان تقوم اسرائيل بأي خطوة في المقابل. وقال: "كل شيء يعتمد على التنفيذ، ومن المحظور التنازل عن أصغر شيء. كل شيء يجب ان يكون منفذاً حتى النهاية". وقال شارون: "لم يكن لإسرائيل تعاون مع واشنطن مثلما حدث ابّان حرب العراق… الأمور محددة بدقة في محادثاتنا مع الاميركيين قبل خطاب الرئيس بوش واتفقنا كيف ستجري المفاوضات". ورداً على سؤال عن مدى استعداده لإزالة مستوطنات يهودية من الضفة الغربية وقطاع غزة، مثلما حدث باخلاء للمستوطنات في سيناء المصرية، قال شارون: "ان اخلاء المستوطنات في سيناء ليس مماثلاً لأماكن اخرى. وليست هناك فرصة الآن لاعادة احياء التصورات القديمة بشأن غور الاردن ووزنه كمنطقة آمنة. هناك مخاطر كثيرة تحدق بنا وأنتم تتشوقون لأن تصبحوا صغاراً معتمدين على غيركم في الدفاع. علينا ان ندافع عن أنفسنا وبأيدينا". ورأى محلل بريطاني امس ان من المستبعد جداً ان يكرس الرئيس الاميركي جورج بوش اي جهود جدية لضمان تطبيق خريطة الطريق قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يبدأ الاستعداد الفعلي لها في حزيران يونيو المقبل وتنطلق رسمياً مطلع ايلول سبتمبر. وكتب المحلل الشهير جوناثان فريدلاند في صحيفة "الغارديان" امس يقول أنه "على رغم وعود الرئيس بوش في بلفاست فإن معظم المخضرمين من الديموقراطيين والجمهوريين في واشنطن متحدون في اتفاقهم على ان هذه الادارة لن تفعل شيئاً من اجل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل". ونقل المحلل البريطاني عن المعلق الاسرائيلي ناحوم بارنياع قوله ان بوش سيحجم عن الاساءة الى "المثلث الحديدي" ضمن الحزب الجمهوري، وهو مثلث يضم دافعي التبرعات اليهود والمحافظين الجدد الايديولوجيين واليمين المسيحي "وهذه هي المجموعة التي تقف الى يمين المجتمع اليهودي في اميركا". وقال فريدلاند ان"تركيز بوش السياسي حالياً سينصب على تسجيل بعض النقاط الداخلية مرة اخرى وعلى كسر اللعنة التي عاقبت والده في 1992 لابدائه اهتماماً زائداً بالعالم واهتماماً غير كاف بأميركا". وأضاف ان بلير "ربما يعرف في اعماقه ان شيئاً لن يحصل"، لكنه مضطر للتصرف وكأن بوش سيقوم بالعمل الذي أعلن عنه. الى ذلك، تحدثت مصادر في المجلس التشريعي الفلسطيني عن امكان لجوء اعضاء المجلس الى حجب الثقة عن "بعض" الوزراء المرشحين في حكومة محمود عباس أبو مازن المقترحة كخيار أخير في حال فشل الجهود المكثفة التي يبذلها غير طرف من داخل المجلس وفي اللجنة المركزية لحركة "فتح" واطراف اخرى لإقناع رئيس الوزراء المكلف بإدخال تعديلات على وزارته التي تواجه استحقاق العامل الزمني الذي يمنح "أبو مازن" حتى الاربعاء المقبل موعداً اخيراً لتقديمها بشكل رسمي تمهيداً لطرحها لثقة السلطة التشريعية. وتوجهت "لجنة خاصة" شكلت خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" مساء الثلثاء في مقر الرئيس الفلسطيني الى "أبو مازن" في محاولة لوضع حد للخلاف القائم. وتضم اللجنة كلاً من الامين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع ابو علاء وعضو اللجنة المركزية للحركة صخر حبش.