انتهت أمس محادثات أميركية - بريطانية - ليبية في لندن تناولت مستقبل العلاقات بين طرابلس والعواصم الغربية. ويُتوقع ان تكون المحادثات تركزت على طريقة تسوية قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، المدانون بالتسبب في نشر فيروس"إتش آي في"المسبب لمرض"الأيدز"بين مئات الأطفال الليبيين في مستشفى بنغازي في النصف الثاني من التسعينات. وسيفتح حل هذه المشكلة أمام مزيد من التحسن في العلاقات الأميركية - الليبية، خصوصاً ان واشنطن تبنّت رسمياً قضية الممرضات البلغاريات وأثارتها أكثر من مرة مع المسؤولين الليبيين. وصدرت أحكام بالإعدام ضد الممرضات والطبيب بعد ادانتهم بتهمة نشر الفيروس بين نحو 400 طفل مات منهم نحو 40 حتى الآن. ويُنتظر ان تصدر محكمة استئناف ليبية حكمها في الطعن الذي قدمه محامو المدانين في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. لذلك يُعتقد ان الأميركيين نيابة عن البلغار والبريطانيين الذين يرأسون الاتحاد الأوروبي حالياً والليبيين يريدون حلاً لهذه القضية قبل صدور حكم المحكمة. وعرض الليبيون حلاً لهذه القضية قضى بأن تُدفع"ديات"لذوي الضحايا، لكن بلغاريا رفضته مصرّة على ان الممرضات لسن مذنبات وان الاعترفات انتُزعت منهن بالقوة. وإضافة الى موضوع الممرضات والطبيب، يُتوقع ان تكون المحادثات تناولت الخطوة المقبلة على صعيد العلاقات الديبلوماسية الأميركية - الليبية. وقال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، ان العلاقات ستصبح على مستوى السفراء خلال فترة أيام. لكن مسؤولين أميركيين قالوا ان كلامه ربما كان يستبق الأحداث وانه ما زال على ليبيا القيام بمزيد من الخطوات، خصوصاً على صعيد حقوق الانسان. لكن على رغم هذا الحذر الأميركي، فإن المتوقع ان تعود العلاقات الى مستوى السفراء خلال فترة أسابيع ربما شهر، على ان يتم رفع اسم ليبيا من لائحة الإرهاب قبل نهاية السنة. وشارك في المحادثات التي عُقدت في لندن الخميس مسؤولون ليبيون هم الطاقم نفسه الذي شارك في المحادثات السابقة التي أسفرت عن تسوية قضية لوكربي وإعلان ليبيا تخليها عن برامج أسلحة الدمار. ويضم هذا الطاقم السفير الليبي في بريطانيا السيد محمد الزوي ومسؤول جهاز الأمن الخارجي السيد موسى كوسا وضابط كبير في القوات المسلحة. وشارك في المحادثات عن الأميركيين مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش، ومسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية. وقال أ ف ب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان ولش"اجرى محادثات اليوم أمس في لندن حول ليبيا"وان البحث تناول المحادثات التي اجراها المسؤول الاميركي في طرابلس مع القادة الليبيين في 14 حزيران يونيو. واوضح:"لقد بدأنا قبل ثلاثة او اربعة اعوام وتوصلنا الآن الى اقامة علاقات مختلفة مع ليبيا"و"لكن لا تزال هناك مشاكل ما زلنا نبحثها تتعلق بحقوق الانسان والارهاب والديموقراطية".