مدينة نالتشيك عاصمة كاباردينا بالكاري تبدو وكأنها لم تستيقظ من وقع الصدمة بعد مرور نحو ثلاثة شهور على اوسع مواجهات دموية شهدتها الجمهورية، التي ظلت طوال سنوات الحرب في الشيشان تعيش اجواء توتر متواصل. فحال التحفز التي تسيطر على اهالي نالتشيك والاعتصامات، متواصلة امام المراكز الحكومية للمطالبة بكشف الحقيقة كاملة حول ملابسات هجوم تشرين الاول اكتوبر على المدينة ومصير العشرات من الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في "لوائح الارهابيين الذين قتلوا في المعارك"، والذين يؤكد اهاليهم عدم وجود صلة لهم بالمتطرفين. ويقابل ذلك تشديد امني غير مسبوق تظهر ملامحه واضحة على الحواجز العسكرية التي تفرض طوقاً مشدداً حول المدينة. وعلى رغم ذلك فان اجراءات التفتيش الدقيق على مداخل نالتشيك لا تشكل ظاهرة جديدة، كون المدينة التي تتميز بعمارتها الاوروبية التي لا توحي بأن ثلثي سكانها من المسلمين، اعتبرت دائماً معبراً اساسياً للوصول الى الشيشان المجاورة ومركزاً مهماً للوجود العسكري الروسي في منطقة شمال القوقاز. اول ما يميز الجمهورية عن جيرانها في شمال القوقاز هو تركيبتها السكانية الموزعة بين ثلاث قوميات حمل الاقليم الذاتي الحكم اسم اثنتين منهما هما الكاباردانيين الذين يصل تعدادهم الى نحو 120 ألف نسمة، والبلكار الذين يشكلون غالبية سكانية تصل الى اكثر من 350 ألف نسمة بينما يشغل الروس السلافيون المرتبة الثانية من حيث عدد السكان اذ يصل تعدادهم الى نحو 200 ألف نسمة. وكان لهذه التركيبة اثر حاسم في كل مراحل تاريخ الجمهورية التي لم تشهد نزاعات جدية او صراعات مماثلة لتلك التي شهدتها الجمهوريات القوقازية الاخرى، على رغم ان كثيرين ما زالوا يذكرون اصعب المراحل التي مرت بهم وهي الثلاثينات من القرن الماضي عندما امر الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين بترحيل الكابارديين الى مناطق في آسيا الوسطى وسيبيريا ضمن الخطة التي فرضها لاعادة توزيع القوميات في الاتحاد السوفياتي المنحل. ويتذكر كبار السن في كاباردينا بالكاري اليوم لحظة عودة المهاجرين الى اراضيهم وبيوتهم التي حلت بعد وفاة الزعيم السوفياتي، وعلى رغم ان عمليات الاقتلاع والعودة لم تجر الى مواجهات عرقية في الجمهورية لكنها انحفرت في شكل عميق في ذاكرة الكابارديين وظلت تشكل هاجساً عاد الى الحياة بقوة اخيراً عندما هدد احد المسؤولين الامنيين ب "العودة الى الثلاثينات" اذا لم يوقف اهالي مدينة نالتشيك مظاهر الاحتجاج التي أخذت في الاتساع يوماً بعد يوم منذ احداث تشرين الاول اكتوبر الماضي. ويربط كثيرون التطورات الاخيرة في الجمهورية بالحرب في الشيشان، ويعتبر البعض ان سكان كاباردينا بالكاري يدفعون حالياً فاتورة الحرب التي لم تكن لهم علاقة بأسبابها او مجرياتها في البداية، لكنهم تحولوا الى عنصر اساسي فيها بعدما اظهرت التطورات ان كثيراً من شبان كاباردينا بالكاري حمل السلاح الى جانب الشيشانيين ومنهم من عاد بعد ذلك الى الجمهورية فيما بقي اخرون مع "اخوانهم المقاتلين في معسكرات الجبال". وتؤكد السلطات الامنية ان كثيراً من الذين القوا اسلحتهم وعادوا الى الحياة المدنية لم يلبثوا ان انخرطوا في تشكيلات متطرفة محلية ما برحت تلعب دوراً خطراً في الجمهورية. الاهم من ذلك ان مجريات عامي 2003 و2004 اللذين تميزا بتصاعد وتيرة الاعتداءات الانتحارية في انحاء روسيا اظهرت ان كثيراً من المشاركين في تلك العمليات وخصوصاً الفتيات منهم جاؤوا من هذه الجمهورية بالتحديد ما اعتبر نقلة اساسية في نشاط المجموعات المتطرفة التي كانت سعت الى توسيع نشاطها ونقل مركز ضرباتها الى خارج اراضي الجمهورية. اجتياح نالتشيك شكل الهجوم الكاسح التي تعرضت له المدينة صباح 13 تشرين الثاني نوفمبر ضربة قوية للسلطات العسكرية والامنية الروسية، وعلى رغم ان موسكو اعلنت بعد ذلك انها حصلت على معلومات مسبقة حول الهجوم واعدت لاحباطه، فان حال التخبط والاضطراب التي ظهرت خلال المواجهات التي استمرت بضعة ايام عكست عمق الازمة التي تعانيها موسكو في منطقة شمال القوقاز حيث الفساد الاداري والمالي يتجلى في اوسع صوره، وحيث السلطات الامنية تستخدم حرب الارهاب من اجل تعزيز نفوذها، بحسب وصف البعض من اهالي نالتشيك. البداية كانت عندما فاجأ نحو 200 متطرف انقسموا الى ست مجموعات التحصينات الامنية في غالبية المواقع الفيديرالية وبينها مطار المدينة ومركز ادارة الحكم المحلي فيها. واكد شهود محليون ان المقاتلين تمكنوا من السيطرة عملياً على المدينة لساعات قبل ان تزج موسكو قوات اضافية وتستخدم سلاحي المدفعية والدبابات من اجل صد الهجوم الذي اسفر بحسب الارقام الروسية عن مقتل نحو 150 شخصاً بينهم 92 متطرفاً من المهاجمين. وعلى رغم ان موسكو استعادت السيطرة تماماً على المدينة خلال ايام بعدما تمكنت من تصفية بؤر مقاومة عدة خلفها المتطرفون وراءهم، فان نتائج العملية ما زالت تتفاعل حتى الان وهي تهدد حالياً بتفجير الوضع نهائياً في الجمهورية المتوترة اصلاً. وقبل الحديث عن احتمالات تطور الموقف لا بد من الاشارة الى ان عملية نالتشيك اثارت عدداً من الاسئلة يتركز ابرزها حول دور الزعيم الشيشاني المتطرف شامل باسايف في الاحداث الجارية في هذه الجمهورية. ومعلوم ان باسايف اعلن مسؤوليته عن العملية وكشف عن تفاصيل التحضير لها. كما اورد في بيان اصدره بعد ايام على الهجوم، اسماء قادة ميدانيين قتلوا او جرحوا خلال مواجهات نالتشيك، لكن الغريب ان السلطات المحلية "تجاهلت" حديث باسايف واصرت على ان مخططي الهجوم ومنفذيه هم من الجماعات المتطرفة داخل الجمهورية، ولم يخف بعض من تحدثت اليهم "الحياة" في نالتشيك قناعتهم بان السلطات الامنية تعمدت ذلك بهدف زيادة الضغوط على الجماعات التي زادت قوتها كثيراً داخل الجمهورية، وكذلك لاسباب اخرى منها على سبيل المثال مواصلة الحصول على موازنات ضخمة من المركز الفيديرالي "لمواجهة المد المتطرف الخطر داخل الجمهورية"، المثير في هذا الموضوع انه يقود مباشرة الى اسباب تزايد الاحتقان في الجمهورية على مدار الشهور التي سبقت واقعة نالتشيك وتحديداً منذ نيسان ابريل عندما اعلنت السلطات الامنية عن وقوع هجوم ضخم على مركز مكافحة المخدرات وسط العاصمة نالتشيك، وجاء في التفاصيل حينها ان مجموعة يقدر عدد افرادها بالعشرات هاجمت المركز وقتلت بعض الضباط فيه ثم استولت على كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر التي استخدمت لاحقاً في اعتداءات اخرى. ولم تكد تمضي اسابيع على ذلك الهجوم حتى اعلنت السلطات انها عثرت على مخبأ للأسلحة في احدى ضواحي العاصمة وجدت فيه قسماً كبيراً من السلاح الذي سرق في الهجوم. والأهم من مسألة السلاح نفسه ان الهجوم على مركز مكافحة المخدرات استخدم ذريعة للقيام بحملات امنية غير مسبوقة اشتملت على اغلاق مراكز دينية بينها بعض المساجد قالت الجهات الامنية انه عثر داخل المساجد على اسلحة ومتفجرات واعتقال عشرات الاشخاص واعلان لوائح مطلوبين اشتملت على اسماء مئات الشبان، ولم تكتف الاجهزة الامنية بذلك بل اعلنت عن مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى قتل او اعتقال المطاردين، مصدرة بذلك احكاماً مسبقة بحق كثيرين. وشكلت هذه الحملة الواسعة نقطة تحول اساسية قادت الى احداث نالتشيك في ما بعد بحسب رواية كولا سلطانوفا والدة احد القتلى في الهجوم الاخير على نالتشيك وهو زاؤور افوف. وقالت ل "الحياة" ان صور العشرات من الشبان وزعت في انحاء المدينة وكتبت عليها عبارات مثل "ارهابيون مطلوبون" او "خطرون جداً"، بل ان وزير الداخلية حسن شوغينوف اصدر اوامر بقتل اي شخص منهم من دون تحذير مسبق. وتعتبر سلطانوفا ان تصريح القتل المعلن اسفر عن قطع الطريق امام الشبان الذين فروا الى المناطق الجبلية، وسعى مئات من اهاليهم عبر تنظيم اعتصامات متواصلة امام مبنى النيابة العامة لاقناع المسؤولين بادخال تعديل على المنشورات الموزعة في المدينة والغاء حكم الاعدام الصادر من دون تحقيق او قرار قضائي، لكن السلطات امتنعت عن اجراء اي مراجعة لموقفها ما جعل من المستحيل بحسب وصف سلطانوفا "اقناع الاولاد بالعودة الى نالتشيك والمثول امام القضاء". وكانت النتيجة الحتمية لذلك مشاركة الغالبية الساحقة من الفارين في هجوم نالتشيك في ما بعد ومقتل العشرات منهم. "دفعوهم الى الانتحار دفعاً"! هذه هي العبارة الابرز التي يمكن قراءتها على كل لافتة تقريباً رفعها المعتصمون يومياً امام مبنى النيابة العامة خلال الاشهر الثلاثة الماضية، ويطالب اهالي القتلى والمفقودين بعد احداث نالتشيك بفتح تحقيق موسع ومعاقبة المسؤولين وقبل ذلك يصر الاهالي على تسلم جثث ابنائهم القتلى فيما اعلنت النيابة العامة ان قراراً صدر بدفنهم في مقبرة جماعية وفقاً لقانون روسي اقر العام الماضي يحظر تسليم جثث الارهابيين الى ذويهم وينص على دفنهم في مكان مجهول بالنسبة لاقاربهم. ويبدو ان الاوضاع وصلت الى نقطة اللاعودة بحسب شقيق احد القتلى الذي رفض ذكر اسمه، اذ شدد على عدم توافر فرصة للتراجع:"اما مثول المجرمين الحقيقيين امام القضاء او مواصلة اعمال الاحتجاج". والمجرمون الحقيقيون المقصودون هم كبار المسؤولين في الجمهورية وعلى رأسهم وزير الداخلية نفسه، واللافت ان الموقف الحالي في كاباردينا بالكاري يذكر بموقف مماثل وقع في بيسلان بعد مأساة مدرسة الاطفال اذ اسفرت الاحتجاجات المتواصلة عن اقالة رئيس الجمهورية واعتقال عدد من الضباط بتهم التقصير او التواطؤ. واتخذ الوضع المتفاقم بعداً خطراً اخيراً بعد ظهور ازمتين متتاليتين فجرتا مشاعر غضب متزايد، وتمثلت الاولى في شريط فيديو سربته جهات مجهولة الى اهالي القتلى وفيه مشاهد مروعة لجثث ابنائهم في اليوم التالي لعملية نالتشيك. ودل الشريط على ان عدداً من المشاركين في الهجوم لم يكونوا قتلوا خلال المواجهات نفسها بل جرى "اعدامهم" في ما بعد، اذ اشار بعض من شاهدوا التسجيل الى ظهور اثار طلقات على الرأس على بعض الجثث، واثار الشريط مشاعر استنكار سعت السلطات الى محاصرتها بسرعة عبر الحديث عن وقوف جهات وراء تلفيق بعض الفقرات في الشريط بهدف زعزعة الاوضاع وتفجير الموقف في الجمهورية. ولم يكد طوفان الغضب يهدأ قليلاً حتى تفجرت الازمة الثانية، اذ اعلن محامو بعض المعتقلين انهم يتعرضون لتعذيب متواصل بهدف انتزاع اعترافات منهم بالتورط في الهجوم. والاخطر من ذلك ان المحامين كشفوا عن واقعة مروعة، فقد دلت معطياتهم الى ان بعض المعتقلين مات تحت التعذيب وقامت السلطات بتسجيل اسمائهم ضمن القتلى الذين شاركوا في الهجوم نفسه. هذان الحادثان شكلا القشة التي قصمت ظهر البعير واسفرا عن توسيع قاعدة الاحتجاجات في شكل كبير كما اديا الى ظهور تهديدات بشن عمليات انتقامية لن تقف حدودها عند اراضي الجمهورية القلقة. جماعة "اليرموك" مثل كل الجمهوريات القوقازية ابتليت كاباردينا بالكاري منذ مطلع القرن الحالي بتصاعد ملحوظ لنشاط المنظمات المتطرفة التي حملت لواء الاسلام، ويشير مسؤول امني تحدث الى "الحياة"، الى "مسؤولية محددة تقع على عاتق السلطات في انتشار هذه الظاهرة"، ويوضح ان السلطات المحلية في جمهوريات القوقاز شجعت خلال التسعينات من القرن الماضي نشاط المراكز الدينية كبديل "اقل خطراً من الشيوعيين"، وكان ثمة قناعة سائدة مفادها ان السيطرة على نشاط هذه المراكز لن تكون عملية صعبة. في تلك الفترة انتشرت على نحو كثيف المراكز والمؤسسات الدينية في مختلف جمهوريات شمال القوقاز وشهدت المنطقة ارسال بعثات كبيرة للراغبين بدراسة علوم الدين الى بلدان الشرق الاوسط، وكان من الطبيعي ان يبدأ كثير من العائدين بتأسيس جمعيات ومراكز اتسع نشاطها في فترة وجيزة على نحو غير متوقع. وكان لا بد من ان تأتي لحظة المواجهة عاجلاً او اجلاً، لأن غالبية المؤسسات الناشئة والمراكز الناشطة اصطدمت بسلطة الادارات الروحية لشؤون المسلمين القائمة في كل جمهورية بقرار من المركز الفيديرالي. وبحسب المسؤول الامني فإنه مع حلول عام 2000 التفتت السلطات الروسية الى خطورة الموقف، لكن بعد فوات الاوان، اذ كان "امراء" المناطق وناشطو المراكز والمؤسسات الدينية تولوا عمليا ادارة شؤون غالبية المناطق بتأييد كبير من جانب السكان فيها. وباءت محاولات السلطات المحلية في الجمهوريات لتقليص الصلاحيات التي اكتسبتها المراكز الناشئة بالفشل، اذ مع عمليات الاغلاق والتضييق والملاحقة زادت قوة كثير من هذه المؤسسات وبدأت تتحول تدريجاً الى لاعب اساسي قادر على حشد الجماهير والتأثير فيها. وشكلت التدابير التي فرضتها السلطات الفيديرالية بعد احداث 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة نقطة تحول اساسية، فمنذ ذلك الحين صدرت اوامر صارمة باغلاق غالبية المراكز الدينية والمؤسسات الاجتماعية التي اقامها الاسلاميون وتعرضت المنطقة وخصوصاً كاباردينا بالكاري لحملات اعتقال عشوائية وعمليات تمشيط قاسية طاولت المساجد والمراكز المختلفة وصادرت خلالها السلطات الامنية آلاف الكتب لمجرد انها تحوي تعاليم دينية، وأدى ذلك كله الى رد فعل عكسي، اذ تحول نشاط المنظمات الدينية الى السرية ومال كثير من الشبان الى حمل السلاح، وظهرت عشرات من المجموعات المتطرفة التي بدأت تعمل بتكتم ولكن بقوة على اعداد وتدريب الشبان. يبلغ عدد هذه المجموعات في جمهورية كاباردينا بالكاري 12 مجموعة بحسب تقديرات المصادر الامنية، اكبرها واكثرها تأثيراً وخطورة هي المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "اليرموك". تأسست هذه المجموعة عام 2002 في بلدة كينديلين جنوب الجمهورية وهي مسقط رأس مؤسس الجماعة مسلم اتايف وتعد حتى الآن المعقل الاساسي لها، وبرز اسم اليرموك بقوة بعد سلسلة هجمات دموية استهدفت مواكب عسكرية ومسؤولين امنيين وعسكريين، ولم يقع حادث تفجيري او هجوم انتحاري منذ ذلك الحين في الجمهورية الا وكانت "اليرموك" طرفاً فيه. وكان ابرز الهجمات واقواها معركة ساخنة وقعت في اب اغسطس 2004 في منطقة تشينغيسك القريبة من الحدود الجورجية. وعلى رغم ان حصيلة المعركة التي استمرت زهاء ثماني ساعات كانت محدودة اذ قتل فيها عسكريان روس ومقاتلان اثنان من المتطرفين لكن اهمية الحدث في انه لفت الانظار الى قوة الجماعة واتساع تدريبها وحجم تسليحها، اذ على رغم ان الجيش زج بامكانات كبيرة لمحاصرة المجموعة المتطرفة، تمكن المقاتلون من فتح ثغرة في الطوق المفروض والافلات من دون خسائر عملياً، واكثر من ذلك اظهرت العملية ان في حوزة الجماعة اسلحة متطورة وقاذفات مضادة للمدرعات. بعد المعركة بدأت الاجهزة الامنية ملاحقات واسعة وتحقيقات لكشف تفاصيل اضافية عن نشاط"اليرموك"ولم يلبث ان اتضح انها تعد احدى التشكيلات الاساسية المرتبطة بجماعة"رياض الصالحين"التي يقودها شامل باسايف، وكان من الطبيعي ان تشن حملة شعواء على الجماعة اسفرت مطلع عام 2005 عن تحديد موقع زعيمها ومؤسسها ومحاصرته مع افراد عائلته داخل احد المنازل. وانتهت عملية محاصرة المنزل التي استمرت يومين رفض خلالهما مسلم اتايف تسليم نفسه بمجزرة صغيرة قتل فيها اتايف مع كل افراد عائلته. وبعد ذلك تواصلت ملاحقات ناشطي الجماعة في شكل قوي، ولقي خليفة مؤسسها رستم بيكانوف مصرعه بعد ذلك بشهور في سيناريو مماثل، وتحدثت مصادر امنية في نيسان ابريل الماضي عن"تقويض" الجماعة بعد قتل او اعتقال غالبية افرادها، لكن الواضح انه لم تكد تمر شهور بعد ذلك حتى عادت"اليرموك"للاعلان عن وجودها بقوة من خلال عملية نالتشيك. وتهدد الجماعة التي غدت واحدة من اقوى الجماعات المتطرفة في شمال القوقاز بنقل مسرح عملياتها وتوسيع رقعة المعركة لتشمل مدناً داخل العمق الروسي.