كشف أمس مفوض حقوق الانسان لدى مجلس أوروبا، الفارو جيل روبليس، لصحيفة"لوموند"الفرنسية، وجود نموذج مصغر لمعتقل غوانتانامو أقامته القوات الأميركية، بعد حرب افغانستان، في اقليم كوسوفو. ويأتي كلام روبليس الذي قال انه شاهد بنفسه هذا"المعتقل المصغر"داخل قاعدة"بوند ستيل"الواقعة في منطقة فيريساج، قرب بريشتينا، في أيلول سبتمبر 2002، وسط اللغط الذي يثيره أحتمال استخدام الولاياتالمتحدة لأراض ومطارات أوروبية، لاستجواب أو نقل معتقلين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في اطار الحرب على الارهاب. وذكر روبليس ان النموذج المصغر عن غوانتانامو الذي يتحدث عنه هو كناية عن مجموعة من الزنزانات الخشبية الصغيرة، تحيط بها أسلاك شائكة، وفي داخل كل منها بين 15 و20 معتقلاً يرتدون البزات البرتقالية الشهيرة، وانما غير مكبلين. وقال ان مجندة أميركية تعمل في الجهاز الذي يتولى الاشراف على المعتقل، أبلغته بأنها وصلت الى كوسوفو أخيراً، بعدما خدمت في غوانتانامو. ويخدم في معسكر"بوند ستيل"الممتد على مساحة 300 هكتار، حوالي ستة آلاف جندي اميركي. والسجن الذي انشئ في داخله هو مقر الاعتقال الوحيد المتوافر لقوة"كفور"التابعة لحلف شمال الأطلسي التي تنتشر في كوسوفو منذ العام 1999. وأشار روبليس ان الصدمة التي أصيب بها نتيجة ما شاهده جعلته يفاتح ممثلاً لوزارة العدل الاميركية بالموضوع، ويطالبه بتفكيك المعتقل، وان حصل على تأكيدات بأن المعتقل فكك بالفعل خلال السنة التي تلت زيارته. وتساءل عن كون المعتقل شكل نوعا من المحطة في اطار عمليات نقل المعتقلين على متن طائرات الاستخبارات المركزية بين افغانستانوغوانتانامو. وأضاف ان من بين المعتقلين الذين تسني له مشاهدتهم كان هناك أربعة من ذوي الملامح الشمال افريقية، في حين أن ملامح الآخرين تشير الى انهم من سكان كوسوفو أو من الصرب، وأن التبرير الرسمي لوجود هؤلاء الأربعة في هذا المكان هو أنهم اعتقلوا على الحدود المشتركة مع مقدونيا، ويشكلون خطراً على أمن كوسوفو. وعن دواعي صحته عن هذا الموضوع حتى اليوم وعدم الاشارة اليه في التقرير الذي أعده عقب زيارته، قال روبليس ان تصاعد الشكوك حول وجود مواقع سرية على أراضي عدد من الدول، تستخدمها الاستخبارات المركزية، وارتفاع عدد المعتقلين الذين نقلوا بواسطة طائرات هذه الاستخبارات، جعله يلقي نظرة مختلفة على ما شهده في معسكر"بوند ستيل". واعتبر روبليس ان من الضروري المطالبة بايضاحات عن وجهة استخدام هذا المعتقل من القوات الأميركية، خصوصاً وأنه كان قائماً داخل قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي ترعاها الأممالمتحدة. وفي بوخارست أ ف ب، أكد مسؤول في مجلس أوروبا ان لا وجود في رومانيا لأي سجون تديرها الولاياتالمتحدة تشبه قاعدة غوانتانامو لاحتجاز اشخاص يشتبه في تورطهم بالارهاب، الا انه لم يستبعد وجود مراكز اعتقال اصغر تابعة للاستخبارات الاميركية في ذلك البلد. وقال ديك مارتي مسؤول مجلس اوروبا المكلف التحقيق في وجود تلك السجون انه"مقتنع بعدم وجود اي سجون تشبه غوانتانامو في رومانيا". واضاف:"اذا ابلغني المسؤولون الرومانيون ان ليس هناك غوانتانامو في رومانيا، فأنا أثق بذلك". الا انه لم يستبعد احتمال وجود"مراكز صغيرة تضم معتقلا او اثنين يحتجزان في شكل موقت للتحقيق معهما". واضاف:"من المحتمل كذلك ان تبقى طائرات سي.اي.ايه مدة عشرة او عشرين او ثلاثين يوما على اراضي رومانيا، ولكن من الصعب كشف ذلك". وكانت منظمة"هيومان رايتس ووتش"الاميركية ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر انها"مقتنعة"بوجود مراكز اعتقال تديرها الاستخبارات الاميركية في بولندا ورومانيا على الأقل.