عند مدخل كل محطة تلفزيونية أميركية، لوحة زجاجية عملاقة بصور نجوم شاشتها، تستوقف الزائر للتفكير بما إذا كان الضوء سيطفأ عند رحيل أحدهم. وغادر أربعة عمالقة نشرات إخبارية أميركية شهيرة طبعت بأسمائهم، آخرهم تيد كوبل إي بي سي الذي سبقه إلى التقاعد توم بروكو - 70 سنة أن بي سي ودان راذر 73 سنة الذي استقال من محطة"سي بي أس"، في حين غيّب الموت قبل شهرين بيتر جينينغز 65 سنة الذي عمل في محطة"إي بي سي"، واستسلم لسرطان الرئة على رغم صموده في الحروب التي غطاها ميدانياً... إلا أن صورهم ما زالت مضاءة في أذهان المشاهدين. وكما كانت الحال مع"نايتلي نيوز"على شاشة"أن بي سي" و"إيفنينغ نيوز"على"سي بي أس"و"وورلد نيوز تونايت"على شاشة"إي بي سي"، لن تبقى نشرة"نايتلاين"كسابق عهدها. وربما يطرح ذلك أسئلة عن مصير نشرات مسائية تابعها مئة مليون أميركي وعدد ليس بقليل من المشاهدين العرب، مع شراء فضائيات عربية حقوق بثها بمبالغ طائلة للأسماء الأغلى أجراً التي كانت تقدمها، ووجدت نفسها اليوم تنفق المبالغ ذاتها لأسماء أقل وقعاً، معتمدة على لوحة مضاءة لصور طبعت في الذاكرة. ومن بين المحطات هذه"أم بي سي4"المتخصصة بعرض برامج مماثلة، وإن أخذت اليوم تتحوّل ناحية البرامج الحوارية النسائية الغربية. وأكد مصدر في قسم البرامج في"أم بي سي"أن"غياب النجوم لا يؤثر على عرض برنامج ما، لا سيما أن المحطة اشترت الحقوق لسنوات"، لافتاً إلى أن"ثمة إحصاءات نجريها بشكل دوري، وطالما تظهر متابعة الجمهور لها نستمر في عرضها حتى تأتي نتائج الاستطلاعات معاكسة، وسنستمر بإعادة عرض ما لدينا لثلاث أو أربع سنوات". وبالعودة الى النجوم المذكورين، يشار الى ان توم بروكو ذو ملاحظة دقيقة وذاكرة قوية، يتعامل أمام الكاميرا كما خلفها بوصفه نجماً، ويبدو أشبه بالنماذج الإعلامية العربية التي بهرتها الأضواء. أما كوبل 65 سنة، فيعتبر أكثر المذيعين في العالم تواضعاً، وإن كان أبناء جيله الآخرون لا يقلون عنه شأناً من حيث الخبرة. بابتسامة عريضة، يرحّب بحرارة بالإعلاميين العرب الذين تدأب الخارجية الأميركية على استضافتهم ضمن برامج التبادل التي تقيمها دورياً، يتبادل معهم الآراء ولا يخاف التعبير عن معارضته لسياسة البيت الأبيض الحالية، متقبلاً الآخر ومستمعاً إلى وجهات النظر المختلفة. وفي جعبة كوبل جوائز إعلامية عدة، أهمها 37 جائزة إيمي، 6 جوائز فوستر، 10 جوائز دوبون - كولومبيا، 9 جوائز نادي الصحافة الخارجية، جائزتان جورج بوك وجائزتان سيغما دلتا تشي - أعلى جائزة تمنحها جمعية الصحافيين المحترفين، وجائزة غولدسميث لمجمل أعماله من مركز جون شورنستين بارون للصحافة، إلى جائزة ألفرد فريندلي، جائزة غابريال الجمعية الوطنية للمذيعين والمحاورين. انضم كوبل عام 1963 إلى"إي بي سي"وكان في ال23 من العمر، بعدما عمل في إذاعة"واي أم سي آي"في نيويورك. وقبل"نايتلاين"، عمل مراسلاً للشؤون المحلية والخارجية ومدير مكتب في شبكة"إي بي سي"الإخبارية. وكان له دور مهم في تغطية الحملات الرئاسية منذ عام 1964. كما عمل كوبل مديراً لمكتب المحطة في ميامي عام 1968، ثم ادار مكتب الشبكة في هونغ كونغ بين عامي 1969 و1971، وكان بين عامي 1971 و1980 كبير المراسلين الديبلوماسيين. قدم بعد ذلك لعامين نشرة"إي بي سي ساترداينايت"، واعتبرت أهم حلقاته تلك التي خصصها لوزير الخارجية في تلك الحقبة هنري كيسينجر. وكوبل من مواليد انكلترا عام 1940، انتقل مع والديه إلى الولاياتالمتحدة وهو في ال13 من العمر. حاز إجازة في العلوم السياسية من جامعة سايراكوز وماجستير في أبحاث وسائط الإعلام المتعددة والعلوم السياسية من جامعة ستانفورد. أب لأربعة أولاد، ابنته أندريا مراسلة لشبكة"سي أن أن". وضع مذكراته المهنية في كتاب"بعيداً عن الكاميرا: التعبير أفكار خاصة".