اعلن البيت الابيض امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش "ما زال متفائلاً بتطبيق الاتفاق لوقف العنف" بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال الناطق آري فلايشر ان بوش "ما زال مصمماً على حمل جميع الاطراف على العمل معاً، خصوصاً الاسرائيلي والفلسطيني، بشأن مراحل تطبيق خريطة الطريق"، مشدداً على ان الخطوة الاولى هي القضاء على الهجمات التي ينفذها متطرفون فلسطينيون ضد الاسرائيليين "لأن الارهاب يبقى التهديد الرئيسي لتطبيق خريطة الطريق". ويتوقع وصول وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى عمان اليوم، وسينشط منها بلقاءات خاطفة في المنطقة. لكن الفلسطينيين أكدوا امس ان محادثاتهم الامنية مع الاسرائيليين أظهرت حتى الآن ان اسرائيل لا ترغب في سحب قواتها من الاراضي الفلسطينية، وواصل رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن لقاءاته مع قادة القوى والفصائل الوطنية والاسلامية سعياً الى ضمان موافقتها على وقف للنار. وفي تطور ايجابي لافت ابلغ عباس قياديي الفصائل ال12 موافقة الرئيس ياسر عرفات على تشكيل قيادة وطنية موحدة يفترض ان تتألف من الامناء العامين للفصائل وشخصيات وطنية واعتبارية. وقتلت طفلة اسرائيلية مساء الثلثاء بنيران مكمن فلسطيني قرب الخط الاخضر الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية على بعد كيلومترات قليلة من مدينة قلقيلية الفلسطينية شمال الضفة. وبعد صاروخ "قسام" اطلقه فلسطينيون ليل الثلثاء - الاربعاء على بلدة في جنوب اسرائيل، اطلقت ايضاً قذيفة مضادة للدروع على موقع عسكري اسرائيلي في المنطقة نفسها. وسجل تبادل لاطلاق النار ايضا في محيط مجمع مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة ايضاً. واستشهد فلسطيني متأثراً بجروح اصيب بها في العاشر من الشهر الجاري خلال محاولة اغتيال قيادي "حماس" عبدالعزيز الرنتيسي في مدينة غزة.وهدم الجيش الاسرائيلي منزلاً في شمال الضفة وبضعة منازل اخرى في جنوب قطاع غزة وتلقى الرئيس حسني مبارك اتصالاً هاتفياً امس من نظيره الاميركي بوش تبادلا خلاله وجهات النظر في تطورات الاوضاع على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والجهود المبذولة من جانب الولاياتالمتحدة ومصر مع الطرفين من أجل وقف اعمال العنف. وتلاقت وجهات نظر الرئيسين عند اهمية البدء بتنفيذ "خريطة الطريق"، وعبرا مجدداً عن حرصهما على تنفيذ ما طُرِح في قمة شرم الشيخ وما اعْلِن في قمة العقبة. وأجرى مبارك عقب ذلك اتصالين هاتفيين مع عرفات و"ابو مازن" شدد خلالهما على استمرار الجهود التي تبذل للتوصل الى نتائج لمصلحة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام وانقاذ الموقف المتردي. دحلان واسباب الفشل وقال وزير الشؤون الامنية العقيد محمد دحلان في تصريحات نشرتها امس صحيفة "القدس" المقدسية ان سبب فشل الاجتماع الامني من الاسرائيليين مساء الثلثاء هو "عدم وضوح الموقف الاسرائيلي". وأكد دحلان: "فهمنا انه لا توجد جدية ورغبة حقيقية لدى الجانب الاسرائيلي للانسحاب من قطاع غزة أو أي منطقة في الضفة الغربية". واضاف: "ما زال الجانب الاسرائيلي يتحدث في مثل هذه الاجتماعات عن افكار عامة لم نوافق عليها في حين ان مطالبنا واضحة وصريحة ومحددة بوقف الاغتيالات والتوغلات وفتح الطرق والانسحاب الجدي من بيت لحم وقطاع غزة". واشار مسؤول جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة رشيد ابو شباك الى ان الاجتماع فشل في تحقيق نتائج ملموسة لأن الجانب الاسرائيلي عرض "انسحاباً تدريجياً" من قطاع غزة بدل الانسحاب الكامل منه. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الطرف الفلسطيني رفض طرحاً اسرائيلياً يقضي بسحب قوات الاحتلال من بلدة بيت حانون مع ابقاء السيطرة الامنية على شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يمتد من شمال قطاع غزة الى اقصى جنوبه بيد الجيش الاسرائيلي، ما يعني تحكم جيش الاحتلال الاسرائيلي بتحركات المواطنين الفلسطينيين ومنعهم من التنقل بين قراهم ومدنهم في القطاع. وعلى رغم فشل هذا اللقاء، اكد ابو شباك ان اجتماعاً امنياً آخر كان متوقعاً ان يعقد مساء الاربعاء امس.