يحسم الناخبون في تسع محافظات مصرية غداً السبت المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية لتحديد مصير 122 مقعداً نيابياً لا تزال شاغرة من الجولة الأولى التي جرت الاحد الماضي وحصل فيها الحزب الوطني الحاكم على ثمانية مقاعد فقط، فيما نالت جماعة"الاخوان المسلمين"13 مقعداً، وفشلت المعارضة في حصد أي مقعد فيها. ويتنافس السبت 244 مرشحاً من الحزب الحاكم والإخوان وبقية قوى المعارضة والمستقلين على 122 مقعداً، ليصل بذلك عدد المقاعد التي شملتها عمليات الاقتراع إلى 308 من اجمالي مقاعد البرلمان ال 444. ولم يتبق سوى 136 مقعداً يجري التنافس عليها في المرحلة الثالثة التي تبدأ في الأول من كانون الاول ديسمبر المقبل. ونفى مصدر في الحزب الوطني ما تردد عن تحالفات جرت بين بعض مرشحيه و"الإخوان"، أو وجود اتفاق يقضي بدخول"الإخوان"الى البرلمان بحوالي ثمانين مقعداً من أجل ضرب المعارضة مثل الوفد والتجمع والغد والناصري واظهارها بموقف الضعيف إذ فشلت في الحصول على المقاعد النيابية المؤهلة لها. وأكد المصدر ان الحزب الوطني"لم يعقد أي اتفاق او تنسيق مع أي جهة من الجهات وخاض الحزب المعركة الانتخابية في كل الدوائر ولم يترك أي دائرة لمصلحة الآخرين". وأقر بأن الحزب يعيد ضم مرشحين خاضوا الجولة الثانية بصفة مستقلين. ويواجه الوطني اتهامات من أحزاب المعارضة الرئيسية، وهي الوفد والتجمع والناصري والغد، بالتسبب في صعود الإسلاميين إلى واجهة المسرح السياسي وإضعاف الأحزاب ونزع قدراتها على المنافسة الانتخابية. ولم تحقق الأحزاب إلا عدداً قليلاً من المقاعد حتى الآن إذ فاز الوفد بمقعدين وكذلك التجمع. ولم يحصل الناصري على أي مقعد حتى الآن، في حين نال مرشح منشق عن"الغد"مقعداً. ويخوض الوطني جولة الإعادة للمرحلة الثانية السبت في غالبية المقاعد التي يتم التنافس عليها، بعدما ضم إلى عضويته مجدداً مرشحين نافسوا في الجولة الأولى كمستقلين. أما"الإخوان"فسيشاركون بكثافة في تلك الجولة ب 41 مرشحاً. وخرج حزب"الغد"من المنافسة تماماً، فيما يخوض ثلاثة من التجمع واثنان من الوفد تلك الجولة، ما يعني أن تمثيل أحزاب المعارضة في البرلمان المقبل سيكون هزيلاً للغاية بالمقارنة مع"الإخوان"والحزب الحاكم. وطرحت النتائج تساؤلات عن مدى جدوى النظام الحزبي في مصر. وحمّل رئيس حزب التجمع الدكتور رفعت السعيد الحزب الوطني المسؤولية عن تدهور الحياة الحزبية، ورأى أن الإخوان"لعبوا خارج إطار القانون واستخدموا آليات التنظيم السري فكانت النتيجة ما يجري الآن، أما الأحزاب فإنها التزمت القوانين التي وضعها الوطني ... فجاءت نتائجها على ذلك النحو". واعتبر السعيد أن الإخوان"أصروا على استخدام شعارات دينية مرفوضة من بقية الأحزاب، ونالهم الغرور بالإصرار على طرح مرشحين في دوائر رُشح فيها رموز من الأحزاب المعارضة". وسيواجه الزعيم التاريخي للتجمع خالد محيي الدين مرشحاً إخوانياً في جولة الإعادة السبت، والأمر نفسه سيتكرر بالنسبة للوطني في دوائر عدة أبرزها في الفيوم حيث يتنافس نائب رئيس الحزب الدكتور يوسف والي ضد مرشح من الإخوان. واللافت أن نسب الأصوات التي نالها مرشحو الجماعة في كل من كفر شكر والفيوم فاقت بكثير ما حصل عليه محيي الدين ووالي. وبرر رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة نتائج أحزاب المعارضة بإصرار الوطني على الاستحواذ على السلطة واتخاذ الحزب الحاكم كل الاجراءات التي تنال من قدرات المعارضة. وكانت أحزاب التجمع والناصري والوفد كونت جبهة موحدة قبل الانتخابات وضمت أحزاباً أخرى تحت التأسيس وحركات سياسية، لكن ذلك لم يمنحها القدرة على الوقوف في وجه الحزب الحاكم أو الإخوان. ويتابع الرأي العام المصري باهتمام كبير الانتخابات النيابية في دوائر معينة تمثل رموز الحزب الوطني الحاكم مثل ابشواي التي يخوض فيها نائب رئيس الحزب الدكتور يوسف والي معركته الانتخابية ضد مرشح مستقل ينتمي للتيار الديني، وكذلك وزير الزراعة أحمد الليثي في البحيرة، ووكيل البرلمان رئيس اتحاد عمال مصر السيد راشد في الاسكندرية، ورئيس جامعة الاسكندرية الدكتور محمد عبد اللاه، ونائب زعيم الغالبية منصور عامر في دائرة القناطر الخيرية بالقليوبية، ورئيس لجنة الشؤون العربية أحمد أبو زيد، ورئيس لجنة حقوق الإنسان الدكتور عبد الأحد جمال الدين، ورئيس لجنة النقل والمواصلات حمدي الطحان.