سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طائرة سالفا كير تهبط اضطرارياً في جوبا ... والسودان يمنع دخول التفاح الأميركي . الخرطوم : تشكيل الحكومة الانتقالية يتأخر الى أيلول ومفاوضات الحزب الحاكم و "التجمع" تصل الى طريق مسدود
بات راجحاً ارجاء تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان الى الأسبوع الأول من أيلول سبتمبر المقبل بدل نهاية الشهر الجاري بسبب وصول محادثات حزب المؤتمر الوطني الحاكم و"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض والتي استمرت شهراً في الخرطوم الى طريق مسدود في شأن اشراك المعارضة في السلطة، بعد رفض التجمع المشاركة بثلاثة وزراء و20 عضواً في البرلمان. وينتظر ان تختتم المفاوضات اليوم من دون التوصل الى اتفاق في هذا الشأن. كما لا تزال هناك خلافات بين الحلفاء الجدد، اي"المؤتمر الوطني"و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، حول اقتسام الوزارات، علماً انهما يسيطران على 80 في المئة من مقاعد مجلس الوزراء. وتوجه النائب الأول للرئيس رئيس حكومة الجنوب سالفا كير ميارديت الى الجنوب لاجراء مشاورات مع قيادات"الحركة الشعبية"التى يتزعمها لوضع اللمسات النهائية على تشكيل الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب. ورجحت مصادر عليمة تأخر اعلان تشكيل الحكومة المقبلة بعد رفض التجمع المشاركة فيها وفق النسبة التي حددت له. وعلم ان طائرة سالفا كير التى كانت متوجهة الى رمبيك، العاصمة الادارية لحركته، اضطرت الى الهبوط اضطرارياً في جوبا بسبب سوء الاحوال الجوية، لكنها عاودت رحلتها بعد زوال الأسباب وهبطت بسلام في رمبيك. وكان زعيم"الحركة الشعبية"النائب الأول للرئيس سابقاً جون قرنق قتل في تحطم مروحية اوغندية نهاية الشهر الماضي بسبب سوء الاحوال الجوية. وقال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين أمس ان سالفا كير الذي وصل الى جوبا سيعود فور انتهاء المشاورات الى الخرطوم لاعلان الحكومة الجديدة، موضحاً ان الحكومة ستشكل من اربع جهات هي"المؤتمر الوطني"و"الحركة الشعبية"والقوى السياسية الجنوبية وبعض القوى السياسية في الشمال. وكشف مسؤول جنوبي رفيع المستوى ان اعلان الحكومة الجديدة سيكون مطلع الشهر المقبل وفق النسب التي حددها اتفاق السلام الذي منح"المؤتمر الوطني"52 في المئة و"الحركة الشعبية"28 في المئة والقوى الشمالية 14 في المئة والقوى الجنوبية 6 في المئة. ويتألف مجلس الوزراء من 30 وزيراً و34 وزير دولة. وتنسحب هذه النسب على البرلمان الانتقالي الذي يتألف من غرفتين: مجلس تشريعي من 450 عضواً ومجلس للولايات من 50 عضواً. وقال مسؤول في"الحركة الشعبية"ان الشركاء الجدد في اتفاق السلام توصلوا الى قدر كبير من الاتفاق حول التشكيل الوزاري. وكشف انهم اتفقوا على ان تؤول وزارة الخارجية ووزارة مجلس الوزراء الى حركته كوزارات سيادية، بجانب ست وزارات اتحادية أخرى. لكنه أكد ان الخلاف حول وزارة الطاقة لم يحسم بعد. وتوقع حسم الخلاف بين الطرفين خلال الايام المقبلة تمهيداً لإعلان التشكيل الوزاري الجديد. وفى سياق متصل، يرفع حزب"المؤتمر الوطني"الحاكم و"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض اليوم محادثاتهما التي بدأت في الخرطوم من دون التوصل الى اتفاق في شأن القضايا العالقة منذ مفاوضاتهما السابقة في القاهرة والمتعلقة بنسب المشاركة في السلطة ومستقبل قوات المعارضة في شرق البلاد. وقال بيان أصدره"التجمع"أمس ان الجانبين اتفقا على آليات لتنفيذ اتفاقهما السابق في القاهرة وخصوصاً تشكيل لجنة مشتركة لجبر الضرر وتعديل القوانين، لكن القضيتين الأساسيتين المتعلقتين بالمشاركة في السلطة ووضع قوات المعارضة في الشرق ما زالتا محل خلاف، موضحاً ان التفاوض في شأن تعديل نسب المشاركة في السلطة وصل الى طريق مسدود، وان قيادة"التجمع"ستعقد اجتماعاً في وقت لاحق في خارج البلاد لدرس الخيارات المطروحة امامها. وبدأ الحزب"الاتحادي الديموقراطي"بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني، رئيس"التجمع الديموقراطي"المعارض، الإعداد لعقد اجتماع في القاهرة لمناقشة القضايا المتعلقة بحسم موقف الحزب من ترتيبات الفترة الانتقالية. وقال قيادي بارز فى الحزب الذي يشكل العمود الفقري ل"التجمع"إن بعض قيادات الحزب يرى أن مفاوضات الحكومة و"التجمع"تتجه إلى طريق مسدود. وكان الحزب الاتحادي نفى في شدة اعتزامه المشاركة في الحكومة بمعزل عن"التجمع"بعدما راجت معلومات في الخرطوم عن ان الحزب ربما شارك في السلطة منفرداً، مما يهدد بتفكيك"التجمع". الى ذلك، انتهت الجلسات التشاورية بين الحكومة السودانية و"حركة العدل والمساواة" المتمردة في دارفور التي عقدت في دار السلام وغابت عنها"حركة تحرير السودان"، إلى ترجيح استئناف المحادثات بين الحكومة والمتمردين في ابوجا في منتصف ايلول سبتمبر المقبل. وينتظر أن يعلن كبير مفاوضي الاتحاد الافريقي الدكتور سالم احمد سالم مواعيد الجولة بصورة رسمية في وقت لاحق. وفي خطوة مفاجئة، منعت السلطات السودانية في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر ومطار الخرطوم في شكل مفاجئ دخول كميات كبيرة من التفاح الأميركي الى الاسواق. وعزا مدير شرطة الجمارك اللواء صلاح الشيخ قرار منع دخول التفاح الأميركي الى انه نوع من الرد على المقاطعة الاقتصادية الأميركية للسودان. واكد انه تلقى اوامر شفوية من جهة قبل أيام لمنع دخول التفاح الأميركي الى البلاد، من دون ان يحدد الجهة التي تلقى منها الأوامر. وعن مصير شحنات التفاح الاميركى الموجودة الآن في ميناء بورتسودان ومطار الخرطوم والقابلة للتلف، أكد مدير الجمارك ان لا مجال لادخالها الى البلاد وعلى اصحابها اعادة تصديرها الى اي جهة يريدون. لكن وزارة التجارة الخاجية نفت ان تكون اصدرت قراراً بحظر استيراد التفاح الأميركي. وتفرض الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية على السودان منذ العام 1997. لكن الخرطوم لم تتخذ اي قرار بمعاملتها بالمثل. ووعدت واشنطن اخيراً بتخفيفها، خصوصاً ما يتصل بقطع الغيار للسكة الحديد والطائرات.