أعلن الجناح العسكري ل"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"أمس مسؤوليته عن الاعتداء بالصواريخ في مرفأي العقبة وايلات يوم الجمعة الماضي والذي أودى بحياة جندي أردني وإصابة اثنين من زملائه. وقال بيان حمل توقيع"أبو ميسرة العراقي"، المسؤول الإعلامي للتنظيم إن"الجناح العسكري قام بإطلاق الصواريخ على تجمعات قطعان القوات الصليبية الأميركية الراسية في ميناءي العقبة وايلات"وبرر البيان التأخير في تبني العملية"لاعطاء الإخوة الوقت الكافي للانسحاب إلى العراق". لكن المصادر الرسمية أكدت أن التحقيق مع المعتقل الرئيسي في القضية السوري محمد حسن عبدالله السحلي اظهر أن أفراد التنظيم الثلاثة الآخرين غادروا الأراضي الأردنية باتجاه العراق فجر التاسع عشر من الشهر الجاري أي قبل موعد إطلاق الصواريخ الثلاثة. وشهد بعض المناطق الأردنية أمس تشديداً للإجراءات الأمنية حيث انتشرت الحواجز على الطرق، خصوصاً في العقبة وعمان ومعابرها الرئيسة. فيما رفعت حال الطوارئ إلى أعلى درجاتها على الحدود الأردنية، وقالت مصادر حكومية ل"الحياة"ان خطة أمنية جديدة وضعت"لفرض السيطرة الكاملة على حركة العبور واعتماد التفتيش الإشعاعي"، وتوقعت مصادر رسمية ان تفرض تأشيرات مسبقة على العراقيين القادمين إلى الأردن وتوقيع تعهد من الأشخاص المقيمين لبيان الأسماء الحقيقية للزوار. وأكدت المصادر الأمنية ل"الحياة"أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الأردنية كانت قد أصدرت يوم 11 من الشهر الجاري وبعد وصول المجموعة إلى مدينة العقبة برقية عاجلة إلى كل الوحدات تحذرها من أعمال إرهابية يمكن أن تقع في البلاد، خصوصاً على المعابر الحدودية ومدينة العقبة. فيما كشفت مصادر أخرى ل"الحياة"أن الأجهزة الأمنية كانت تشتبه بالمستودع الذي استخدم لإطلاق الصواريخ. وأعلنت السلطات الأردنية مساء أول أمس أنها ألقت القبض على العنصر الرئيسي في المجموعة وهو محمد حسن عبدالله السحلي الذي يحمل الجنسية السورية وعمره 52 عاماً ومتزوج من اثنتين ويقيم في عمان منذ 10 سنوات ويعمل بتجارة السيارات. فيما تمكن ولداه من الهرب إلى العراق وهما عبدالله محمد حسن السحلي ويحمل جواز سفر عراقياً مزوراً باسم داود محمد حسين وشقيقه عبدالرحمن محمد حسن السحلي يحمل جواز سفر عراقياً مزوراً باسم سعد محمد حسين بالإضافة إلى"أمير المجموعة"العراقي محمد حميد حسن الملقب"أبو مختار"ويعتقد أنه يحمل اسماً مستعاراً. وفي عمان سارعت قيادة جماعة"الأخوان المسلمين"السوريين إلى إدانة الحادث بعد اكتشاف تورط ثلاثة سوريين، خصوصاً ان السحلي من مواليد حماة، وقالت في بيان حصلت"الحياة"على نسخة منه ان الجماعة"تتبرأ من كل فعل يشذ عن موقفها المبدئي المستند إلى رؤيتها الإسلامية العامة". واعتبرت الجماعة التي يعيش عدد من أعضائها في الأردن منذ خلافها مع النظام السوري أن"الهجمات تندرج في سلك العمليات الإرهابية". وقال البيان الرسمي الأردني إن المجموعة دخلت من الحدود العراقية يوم السادس من الشهر الجاري تستقل سيارة مرسيدس 300 مزودة بخزان وقود معدل بداخله 7 صواريخ كاتيوشا وتوابعها، وقام عناصر المجموعة الثلاثة القادمون من العراق وبالتعاون مع المعتقل محمد حسن عبدالله السحلي بالتوجه إلى مدينة العقبة بعدما أعلموه بأنهم مكلفون من منظمة إرهابية عاملة في العراق لتنفيذ عملية مؤثرة في مدينة العقبة بالنظر الى أهميتها السياحية وقد استطلعت المجموعة المنطقة في الفترة ما بين 6 إلى 8 من الشهر الجاري. وأوضحت المصادر الرسمية أن المجموعة استأجرت مستودعاً في المنطقة الحرفية في العقبة ونقلت الصواريخ إليها وأعدتها للانطلاق في الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة الماضي فيما عاد أفراد المجموعة الثلاثة الذين قدموا من العراق إلى قواعدهم قبل موعد إطلاق الصواريخ.