يطوي موسم كرة المضرب عند الرجال أوراقه كاشفاً عن ظاهرة الثنائي السويسري روجيه فيدرر والاسباني رافايل نادال، لا سيما انه نادراً ما شهد موسم هذه السيطرة الاستثنائية للاعبين. فبين فوز الروسي مارات سافين في دورة استراليا أواخر كانون الثاني يناير الماضي، واحراز التشيخي توماس برديتش دورة باريس بيرسي ضمن القاعة أخيراً، حمل الموسم عنواناً واحداً فيدرر - نادال، اذ فاز كل منهما بپ11 لقباً، ومن ضمن انجازاتهما 3 ألقاب ضمن دورات الغران شيليم وپ8 ألقاب في"سلسلة الماسترز". دشّن فيدرر انطلاقته في الدوحة، ثم فاز في روتردام، دبي، انديانا ويلز، ميامي، هامبورغ، هالة، ويمبلدون، سنسيناتي، فلاشينغ فيدوز وبانكوك. وأحرز نادال ألقاب كوستا دوسويبي، أكابولكو، مونتي كارلو، برشلونة، روما، رولان غاروس، باستاد، شتوتغارت، مونتريال، بكين... وأخيراً مدريد. وباختصار، لم يترك اللاعبان الا الفتات من قالب حلوى الجوائز، كونهما أحرزا ثلث ألقاب الدورات في الروزنامة الدولية، وبلغ مجموع جوائزها 10 ملايين دولار. وتميز فيدرر الفائز في موسم 2004 بألقاب استراليا وويمبلدون والولايات المتحدة. فعلى رغم مشكلات الإصابة فرض إيقاعه ومني بأربع هزائم فقط في 365 يوماً، و10 هزائم في مقابل 155 فوزاً خلال عامين، ومن ضمن"مجموعة تتويجاته"خمسة ألقاب من ثمانية في"الغران شيليم". ويتوقع أن يستمر فيدرر على الوتيرة عينها بفضل موهبته وفنياته، وهو تخلّف بفارق ضئيل أمام سافين في ملبورن دورة استراليا والفرنسي ريشار غاسكيه في مونتي كارلو، والأرجنتيني دافيد نالبنديان في نهائي الماسترز... وبلغ نصف نهائي رولان غاروس حيث خسر على يدي نادال. وما تقدم يوحي بأن التحديات المثيرة ستظل قائمة بين اللاعبين في الموسم الجديد، لا سيما ان نادال 19 عاماً"الانفجاري"سجل صعوداً صاروخياً غير متوقع. فهو استهل موسم 2005 وترتيبه يقارب الپ50 عالمياً، لكنه فرض موهبته سريعاً وحصد 953 نقطة في التصنيف العالمي فكان الأبرز. وفي مقابل 72 فوزاً تعرض نادال الى ست هزائم، وخالف آراء من اعتبره"الأخطر فقط على الملاعب الترابية"، إذ فاز في مونتريال على أرضية صلبة، وفي مدريد قاعة على رغم الألم في ركبتيه. وتخلّف نادال أمام فيدرر بفارق نقطتين فقط في نهائي دورة ميامي، وكان مصاباً بنزلة برد، وحمل لقب رولان غاروس منذ المحاولة الأولى... ولعل"نقطة ضعفه"الوحيدة أنه لم يتخط دور الثمانية في"الغران شيليم"الا في باريس. ... وعلى بُعد شاسع"يقف باقي النجوم، وأقربهم الأميركي أندي روديك، الأفضل منذ موسمين، اذ أحرز خمسة ألقاب ويوازيه الاسباني غاستون غاودييو... واذا كان روديك تميز بإرساله الساحق الصاعق، فإن الارسالات لا تكفي وحدها لجمع الألقاب. أما الاسترالي ليتون هويت، المصنف أول سابقاً، فاكتفى بلقب واحد دورة سيدني ويبدو أنه لا يزال يتخبط في"عقدة فيدرر".