كشفت احصاءات عدة حول مستوى أداء لاعبي كرة المضرب الأوائل في التصنيف العالمي ان تكريس أي لاعب "وضمّه" الى مجموعة اللاعبين الاستثنائيين يجب ان يمر بالفوز على ملاعب مختلفة الأرضية. هذا ما ينطبق على البرازيلي غوستافو كويرتن بطل دورة رولان غاروس ثلاث مرات، الذي لم تسطع اضواؤه بالشكل المطلوب حتى الآن الا على الملاعب الترابية. وركّزت الاحصاءات التي نشرت قبل أيام من انطلاق دورة ويمبلدون البريطانية الكلاسيكية على ملاعب عشبية على مدى حظوظ كويرتن فيها، في ظل وجود اخصائيين على العشب امثال الاسترالي ليتون هويت، الذي فاز منذ يومين بدورة كوينز "الممهدة" لويمبلدون، والذي تبدو اسهمه مرتفعة للنيل من منافسيه في البطولة البريطانية، لكن كويرتن قطع الطريق على الاحتمالات كلها معلناً غيابه عن البطولة بداعي الاصابة التي تنتابه من حين الى آخر. ويقول عدد كبير من منافسي كويرتن انه لاعب مميز جداً، "لكن كي يسطع بريقه على غرار التشيخي ايفان ليندل، عليه ان يحرز دورات غران شيليم على أرضيات ومساحات أخرى غير رولان غاروس". ويقارنون بينه وبين الأسماء اللامعة السابقة. المؤكد انه من الصعب الفوز على كويرتن على الملاعب الترابية، لكن تألقه في رولان غاروس ترافقه نتائج غير استثنائية في الاماكن الأخرى. صحيح ان كويرتن يذكّر بأسلوبه في رولان غاروس بليندل والسويديين بيورن بورغ وماكس فيلاندر، لكن حين حقق اي من هؤلاء اللقب الفرنسي، كان سجله غنياً بنتائج محترمة في دورات اخرى للغران شيليم. وحين أحرز غوستافو كويرتن لقب الماسترز 2000 في برشلونة، جدد خبراء اللعبة القول ان الفرصة متاحة أمامه ليحرز الانتصارات على الملاعب الاخرى، "انتصارات تقود الى الألقاب، وهو مكتفٍ حتى الآن ببعض النتائج الجيدة فقط". وكان كويرتن ضمن لقب الماسترز متجاوزاً الروسي يفغيني كافلنيكوف والسويدي ماغنوس نورمان والأميركيين بيت سامبراس وأندريه أغاسي، لكن نتائجه الكبيرة في بطولات الجائزة الكبرى ظلت محدودة. العام 1997، أحرز كويرتن لقبه الأول في رولان غاروس، وعلى الأرضيات الاخرى، بلغ نهائي تورنتو بعد شهرين من تتويجه، والعام 1999، بلغ ربع نهائي دورتي استراليا في ملبورن والولاياتالمتحدة فلاشينغ ميدوز ونصف نهائي انديانا ويلز. وفي الموسم الماضي، وصل كويرتن الى نهائي دورة ميامي، ونصف نهائي دورة سنسيناتي، وفاز في دورة انديانا بوليس وتغلب فيها على هويت والروسي مارات سافين، وهما بلغا لاحقاً نصف نهائي فلاشينغ ميدوز. في المقابل، فان كويرتن ومنذ خسارته ربع النهائي فلاشينغ ميدوز أمام الفرنسي سيدريك بيولين، لم يقدم في الغران شيليم ما يشفع له. وكان أسوأ عروضه الخروج من الدور الأول في ملبورن 2000 أمام الاسباني بورتاس، ومن الدور الأول في الولاياتالمتحدة 2000 وملبورن 2001. كما توقفت مسيرته في الدور الثالث خلال ويمبلدون 2000. ويعلل المطلعون هذا التراجع الى ان كويرتن الذي يستخدم العدسات اللاصقة خاض مباريات فلاشينغ ميدو الصيف الماضي وملبورن مطلع العام الحالي تحت الاضواء الكاشفة، ما أثّر على ادائه فضلاً عن ان الخسارتين كانتا على يدي لاعبين أعسرين، ارثرز في الولاياتالمتحدة، وروسيدسكي في استراليا... أساس الإعداد واللافت ان كويرتن يواجه صعوبة على الملاعب السريعة، على غرار تلك التي كان يتعرض لها بورغ، حيث كان المصدر الأول لازعاجه اللاعبون العسراويون المهاجمون من ذوي الارسال السريع، امثال الاميركي راسكو تانر. وبالطبع ينعكس الاسلوب الذي ارتكز عليه كويرتن في تدريباته منذ نشأته، على ذلك، وقوامه التسديد من زوايا محددة ومن الخطوط الخلفية، لذا فان اللاعب الأعسر يشكّل خطراً عليه في كرات الصدّ تحديداً، وبات المطلوب منه التنويع في أدائه، والاكثار من التحرك عند تبادل الكرات وصدّها والاقتراب أكثر من الشبكة. والملاحظ ان كويرتن بدأ ينسجم اكثر فأكثر مع هذا التنويع، واحصاءات دورة رولان غاروس منحته علامة متقدمة في هذا المجال، ما يفيد ان التتويج في فلاشينغ ميدو أو ملبورن، بات مسألة وقت فقط.