أكد رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط وقائد"القوات اللبنانية"سمير جعجع في أول لقاء جمعهما ليل اول من امس في دارة الأول في بيروت، أهمية الحوار بين اللبنانيين لاعادة انتاج تفاهم داخلي حول المواضيع الاساسية في البلد من أجل توفير الحماية السياسية للاستقرار الداخلي. واستمر لقاء جنبلاط ? جعجع من السابعة والنصف مساء حتى الحادية عشرة ليلاً في حضور عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وائل أبو فاعور وانضم اليهما الى مائدة العشاء التي اقامها جنبلاط، عقيلة الاخير نورا، والنائبة ستريدا سمير جعجع التي كانت وصلت قبل زوجها الى دارة جنبلاط. ويأتي اللقاء تتويجاً للحوار المفتوح بين الحزب التقدمي وپ"القوات اللبنانية". وعلمت"الحياة"انه جرى عرض العلاقة بين الطرفين والمراحل التي بلغتها من الانفتاح والحوار بخلاف الماضي حيث كانا في خصومة دائمة ودارت بينهما معارك عسكرية مباشرة في الجبل. وبحسب المعلومات فقد ركز جنبلاط وجعجع على ضرورة حماية الانجازات السياسية التي تحققت في لبنان بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوافقا على ان هذه الانجازات في حاجة الآن الى حماية سياسية يجب ان يشارك فيها الجميع من"حزب الله"وحركة"أمل"الى"التيار الوطني الحر"بزعامة العماد ميشال عون، وتيار"المستقبل". ولفت جنبلاط وجعجع الى ضرورة ايلاء اهمية خاصة لمسألة الوحدة الداخلية، مؤكدين ان تحالفهما لا يعني الانغلاق على الآخرين او عدم الحوار معهم"فالانفتاح يساعد على اشراك الجميع في تقرير مصير البلد والحفاظ على التماسك الداخلي كمسؤولية مشتركة". ونقلت مصادر جنبلاط وجعجع عنهما قولهما انهما ضد اشعار أي طرف بأنه مستفرد او ان هناك من يريد حشره في الزاوية، وان لديهما رغبة في توسيع رقعة الحوار من دون استثناء أي طرف فاعل في البلد. وتطرقا الى المصالحة في الجبل التي كان رعاها البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، فأكدا ضرورة حمايتها من خلال الإسراع في استكمال عودة المهجرين. كما تناولا اوضاع الجنوب في ضوء التطورات الاخيرة واعتبار ان سلاح المقاومة شأن داخلي يخضع للحوار بين اللبنانيين لمصلحة البلد وعلى خلفية ان الحوار والإجماع الوطني يؤمنان الحماية للمقاومة وسلاحها، وعدم الاستجابة للضغوط الدولية أو عدم التفريط به. وتطرق جنبلاط وجعجع الى معركة رئاسة الجمهورية وأوضح الاول ان ليس في نية احد فرض رئيس جديد للبنان على المسيحيين اذ يجب ان ينتخب بالتوافق بين القوى السياسية الفاعلة. ونقلت المصادر عن جنبلاط قوله انه يعلق اهمية على دور للمسيحيين على هذا الصعيد. وأوضح جنبلاط الاسباب التي دفعته اخيراً الى عدم تناول مسألة رئاسة الجمهورية، مؤكداً انه كان اول من طرح هذا الموضوع لكنه ارتأى في الوقت الحاضر ان يترك الامر للمسيحيين لقطع الطريق على من يحاول تحريضهم على"اللقاء النيابي الديموقراطي"من خلال القول انه يريد ان يفرض على المسيحيين رئيساً للجمهورية، مشيراً ايضاً الى انه يستغرب ما يتردد حالياً من انه قرر ان يخلي الساحة وكأن الموضوع لا يعنيه في الوقت الذي يرغب بأن تنتج المشاورات المسيحية - المسيحية الخيار الرئاسي الذي يرتاح اليه الجميع خصوصاً ان الرئيس هو لكل اللبنانيين وليس لطائفة دون الأخرى. وشدد جنبلاط وجعجع على ضرورة جلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري، مؤكدين عدم التوظيف السياسي للتحقيق الدولي لأن ما يهم اللبنانيين هو معرفة من خطط للجريمة ومن تورط فيها ونفذها. وأكدا ان كشف الحقيقة يفسح في المجال امام محاكمة مرتكبيها والاقتصاص منهم، لكنهما شددا على رفضهما لأي محاولة يراد منها تسفيه التحقيق او التقليل من اهميته على طريق كشف الحقيقة. وكان جنبلاط زار ضريح الرئيس الحريري ووضع زهرة، لمناسبة عيد الاستقلال.