غادر الرئيس جورج بوش تكساس أمس لإلقاء اول خطاب من اثنين يتناول فيهما الحرب على العراق وهجمات 11 ايلول سبتمبر. ويحاول بوش الرد على الاحتجاجات المتصاعدة المناهضة للحرب أمام مزرعته، ووسط تزايد الاستياء العام بشأن سياسته تجاه العراق، وينتظره المزيد من المحتجين. وكان متوقعاً ان يجري خلال حضوره اجتماعا لقدامى المحاربين في مدينة سولت ليك تقويما للمحاولات التي يبذلها العراقيون للوفاء بالموعد المحدد للإنتهاء من صوغ الدستور، ويكرر على مسامع الاميركيين الذين يتزايد شعورهم بالقلق تجاه معالجته للأزمة في العراق رسالته بأنه سيواصل الطريق حتى النهاية. وتعتزم سيلستي زابالا 58 عاماً من فيلادلفيا وهي أم لجندي قتل في العراق العام الماضي يدعى شيروود بيكر من قوات الحرس الوطني تنظيم احتجاج في متنزه قرب مكان اجتماع قدامى المحاربين الاجانب. وتنتمي زابالا الى جماعة"عائلات النجمة الذهبية"المناهضة للحرب في العراق وترأسها سيندي شيهان. وقتل ابنها بيكر بعدما كلف بالعمل مع بعثة تقصي حقائق اوفدتها"قوات التحالف"للبحث عن اسلحة الدمار الشامل وتوصلت الى عدم وجود مثل هذه الاسلحة في العراق. وقالت:"نعلم جميعا ان القضية النبيلة التي تحدث عنها بوش تغيرت مرات". وقضيتها مماثلة لقضية شيهان وهى امرأة من كاليفورنيا قتل ابنها في العمليات العسكرية في العراق. واصبحت رمزاً للمشاعر المناهضة للحرب، بإقامة مخيم قرب مزرعة بوش ومطالبتها باجراء محادثات وجها لوجه مع الرئيس. وقالت:"نريد لقاءه. لدينا أسئلة نريد طرحها عليه". وتبث مجموعة شيهان ايضا اعلانات تليفزيونية في سولت ليك تتهم بوش بالكذب. ورفضت احدى المحطات التابعة لشبكة"اي بي سي"بث الاعلانات. يذكر ان الرئيس الأميركي يستبعد الانسحاب من العراق على المدى القصير، وقال السبت ان"العراق قضية تستحق القتال من اجلها". وأضاف في خطابه الاذاعي الاسبوعي"قواتنا تعرف ذلك. اذا لم نواجه هؤلاء الاشرار في الخارج فسنضطر الى مواجهتهم يوما ما في مدننا وشوارعنا والجنود يعرفون ان سلامة وأمن كل اميركي في الميزان في هذه الحرب". وبدأ بوش الحرب على العراق عام 2003 لدرء الخطر الذي تمثله مخزونات أسلحة الدمار الشامل. لكن لم يعثر على أي أثر لتلك الأسلحة. ويؤكد منتقدوه انه لم يكن للعراق صلة بهجمات 11 ايلول على نيويورك وواشنطن وان ادارته تحاول إلصاق تهمة الارهاب بالعراق كي تبرر الحرب. ويتوقع ان يتوجه بوش عقب الخطاب الذي يلقيه في سولت ليك الى ايداهو لقضاء يومين. وسيلقي هناك خطاباً الاربعاء عن الحرب على الارهاب قبل استئناف عطلته في مزرعته في تكساس.