اعتبر كثير من العراقيين محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين"مسرحية اميركية"، مشددين على انه يجب محاكمته، اولا على احتلال الكويت والحرب مع ايران اللتين دفع جيل كامل في العراق ثمنهما. وتواصلت أمس محاكمة صدام وسبعة من كبار معاونيه في جلستها السابعة في قضية مقتل 148 قرويا في بلدة الدجيل الشيعية بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق خلال مرور موكبه في القرية عام 1982. واعتبر احمد خلف 26 عاما من مدينة الرمادي غرب بغداد ان المحكمة"مسرحية ومن يحاكم صدام اليوم لا يقارن بشخصية صدام حسين، وهذا متعمد ويستهدف التقليل من شأنه". واضاف ان موضوع"الدجيل لا يستحق هذه الاهمية فأي رئيس في مكانه يتصرف بالمثل في حال تعرضه للاغتيال". واعتبر ان على المحكمة إذا كانت جادة وعادلة ان"تحاكم صدام على دخوله الكويت قبل أي شيء آخر". واجتاح الجيش العراقي في آب اغسطس 1990 الكويت واحتلها لمدة سبعة اشهر. من جانبه، اعتبر سرمد قادر 30 عاما من بغداد ان المحكمة"مسيرة من الاجانب ولا تتناسب مع منزلة رئيس دولة، كونه يجب ان يحاكم او يسأل عن أمور أهم مثل الحرب مع ايران 1980-1988 أو دخول الكويت". واضاف ان"قضية الدجيل لا تستحق كل هذا الوقت فلم يستطع احد الاعتراف بأن صدام قتل او ضرب احداً". اما اميرة عزيز 47 عاما وهي كردية فوصفت المحكمة بأنها"مسرحية من تأليف اميركي يؤدي ادوارها العراقيون". واضافت:"يجب ان يسأل صدام عن سبب الحرب الطويلة مع ايران ودخوله الى الكويت قبل كل شيء فقد دمر بهاتين الجريمتين شعبين ودولتين". واكدت اميرة ان صدام"يستحق أقسى العقوبات ويجب ان يتم ذلك بسرعة كي يطوي العراقيون الصفحة السوداء ويبدأوا بناء بلدهم الجديد". واعتبر علي سعد 37 عاما من بابل جنوب، المحكمة بأنها"مهزلة ولا يمكن محاكمة رئيس دولة بهذا الشكل على قضية اعتداء تعرض له ودافع عن نفسه بالمقابل". واضاف:"هناك أمور أكثر أهمية تستحق التحقيق وليس الدفاع عن النفس فلو كان الرئيس الاميركي بوش مكانه لفعل الشيء نفسه". من جانبه، وصف استاذ علم النفس القضائي ومستشار الشؤون الخليجية طالب الكطان الذي ولد في مدينة الناصرية جنوب، المحكمة بأنها"نموذج تهتدي به المجتمعات، خصوصا العربية، فمن اصيب بأذى الحاكم يرى ضرورة في إنزال أقسى العقاب ومن انتفع يدافع عن الحاكم متناسياً واجبه الاخلاقي والانساني والديني". وفيما يتعلق باختيار قضية الدجيل قبل غيرها، قال انها"تمثل نقطة التوازن التي تنطلق من وسط البلاد كون أهلها الذي تعرضوا للأذى هم من الشيعة والسنة بالرغم من غياب بعضهم عن المحاكمة"في اشارة لعدم ورود شهادة لأي من العرب السنة في المحكمة. وعن رأيه بما يستحقه صدام حسين من عقوبة، قال:"صدام قام بإيذاء جميع العراقيين وخاصة أهل الشمال الاكراد وأهل الجنوب الشيعة وحتى العراقيين السنة لم يسلموا من شره". من جهته، اعرب ناجي كاطع 42 عاما الذي ولد في جنوب البلاد ويسكن بغداد عن امله في ان"يحكم صدام بالاعدام وبأسرع وقت فهذا ما يستحقه". واضاف ان"قضية الدجيل لا تقارن مع جرائم صدام الاخرى مثل قمع الانتفاضة الشيعية في جنوب البلاد وأكبر وأخطر شيء قام به هو انه ظلم وتسبب في جوع ورعب شعب كامل طوال 35 عاما من حكمه". يشار الى ان اهالي مدن محافظة صلاح الدين التي يتحدر منها صدام حسين مثل تكريت المعقل السابق للرئيس العراقي والدور شمال انطلقوا بتظاهرات شارك بها المئات احتجاجا على محاكمة الرئيس العراقي الذي القي القبض عليه في الدور قبل سنتين وهم يهتفون"صدام اسمك هز اميركا"و"صدام عز العرب".