ردت فرنسا على دعوة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لها بطلب الصفح من الجزائريين عن التجاوزات التي ارتكبتها، فذكرته بأن معاهدة صداقة قيد التفاوض بين البلدين وستأخذ في الاعتبار"كل ابعاد"العلاقة الثنائية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي رداً على سؤال عن التصريحات الاخيرة لبوتفليقة، ان"المفاوضات حول معاهدة الصداقة مستمرة، وكل ابعاد العلاقة بين فرنسا والجزائر ستؤخذ في الاعتبار". ودعا الرئيس الجزائري الثلثاء فرنسا الى طلب الصفح من الجزائريين عن التجاوزات التي ارتكبتها خلال استعمارها بلادهم بين عامي 1830 و1962، وطالب في خطاب في باتنة 430 كلم شرق العاصمة بان"تعترف فرنسا بالجرائم التي اقترفتها في حق الشعب الجزائري اثناء الحقبة الاستعمارية". وافاد مصدر ديبلوماسي فرنسي ان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ونظيره الجزائري محمد بجاوي تطرقا الى المفاوضات حول المعاهدة الثنائية"التي تشمل تنقية الذاكرة"، وذلك في لقاء عقد اخيراً على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وتوقع فرنسا والجزائر مبدئياً قبل نهاية العام معاهدة صداقة على غرار معاهدة الاليزيه بين باريس وبرلين. لكن العلاقات بين البلدين شهدت بعض التوتر بعدما انتقد بوتفليقة حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر والقانون الفرنسي في 23 شباط فبراير الفائت الذي يؤكد"الدور الايجابي للحضور الفرنسي"في المستعمرات السابقة. من جهة ثانية، اعلن مصدر فرنسي رسمي ان رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان سيزور المغرب يومي 26 و27 ايلول سبتمبر للمشاركة في اللقاء الفرنسي المغربي السابع لرئيسي الحكومتين. وهذا اللقاء الذي كان مقرراً اصلاً يومي 26 و27 حزيران/يونيو عندما كان جان بيار رافاران لا يزال رئيساً للوزراء، ارجئ بسبب تبديل الحكومة الفرنسية.