استقبل نائب الوزير الأول الجزائري نور الدين يزيد زرهوني مسؤولاً فرنسياً أمس في تدشين لمهمته «الاستثنائية» التي كلّفه بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وتقضي بمتابعة «ملف العلاقات» مع فرنسا، وذلك تجاوباً مع تعيين الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران مبعوثاً له إلى الجزائر مكلفاً التفاوض مع الجزائريين لتخطي الخلافات بين البلدين. وأعلنت الجزائر أمس، أن زرهوني استقبل وزير الداخلية السابق عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جان بيار شوفينمان، في أول استقبال رسمي لزرهوني تنقله وكالة الأنباء الجزائرية، ما يؤكد الأنباء عن توليه ملف «العلاقات مع فرنسا» رداً على تعيين باريس رئيس الوزراء الفرنسي السابق رافاران مبعوثاً مكلف التفاوض مع الجزائريين في الأمور الخلافية. وقال شوفينمان الذي يزور الجزائر من أجل تقديم محاضرات في مدن جزائرية، إنه قدم إلى الجزائر للقيام بمحاضرات حول موضوع «صعب» وهو «اللائكية (العلمانية) والجمهورية والدين». وذكر عقب لقائه زرهوني أن «هناك شيئاً من اللاتسامح في فرنسا إزاء كل الديانات، لكن الجمهورية الفرنسية تكرّس دور الفرد في المعتقد كما أنها تحارب كل مظاهر معاداة الإسلام ... الإسلام دين يتمتع بالمكانة نفسها المخصصة للأديان الأخرى في جمهورية فرنسا، فهو الديانة الثانية في البلاد». وقال إنه متفائل «كثيراً» في شأن مستقبل علاقات الصداقة بين الجزائروفرنسا. وتابع: «أعتقد أنه ينبغي إلقاء نظرة مغايرة بالنسبة إلى الجزائر التي عانت من الإرهاب وأنه لمن دواعي سروري أن أسجل أن تلك الحقبة ولّت وانقضت». وقد بدأت تلوح في أفق العلاقات الجزائرية - الفرنسية بوادر انفراج على خلفية إشارات إيجابية عدة تناقلها الطرفان. واستقبل الوزير الأول أحمد أويحيى، قبل يومين، آن ماري إدراك كاتبة الدولة الفرنسية المكلّفة التجارة الخارجية، وهي أول مسؤول فرنسي رفيع يحل في الجزائر منذ شهور. وجاءت زيارتها قبل أسابيع من زيارة مقررة لرئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران بصفتها مبعوثاً خاصاً للرئيس ساركوزي. وكان الرئيس الفرنسي عيّن قبل أيام رافاران مسؤولاً مكلفاً ملف التعاون مع الجزائر، وهو منصب لم يكن موجوداً من قبل. ويبدو أن فرنسا قد أصغت بذلك الى تحفظات جزائرية عن استقبال وزير الخارجية برنار كوشنير، ما دفع للجوء إلى رافاران وهو شخص يحظى بالقبول والاحترام في الجزائر. من جهة أخرى، قتل شرطيان وجرح ثلاثة مدنيين في الساعات الأولى من صباح أمس جراء انفجار قنبلة في وسط برج منايل (65 كلم شرق العاصمة). وقُتل عنصرا الشرطة عند انفجار قنبلة كانت موضوعة على جانب طريق عام بالقرب من مركز تجاري، ويُعتقد أن تفجيرها تم عن بُعد لدى مرور دورية الشرطة. وتسبب الانفجار بأضرار مادية في المركز التجاري وبعض البيوت القريبة.