أعلن وزير الدفاع البريطاني جيفري هون في بيان مثير للدهشة أمام مجلس العموم البرلمان، أن رجال البحرية الملكية البريطانية الثمانية الذين أفرجت عنهم طهران الأسبوع الماضي، كانوا داخل المياه الإقليمية العراقية قبل أن يقتادهم رجال الحرس الثوري الإيراني عنوة إلى داخل المياه الإقليمية الإيرانية الأسبوع الماضي. وطالب وزير الدفاع البريطاني الإيرانيين بالاعتذار وإعادة المعدات التي صودرت من البحارة ومن بينها قواربهم، فيما نفت طهران صحة هذا الاتهام، مبدية استغرابها له، خصوصاً أن لندن سبق أن أشارت إلى أن دخول البحارة المياه الإيرانية نجم عن "خطأ". أثار بيان لوزير الدفاع البريطاني أزمة جديدة في العلاقات مع إيران، بإشارته إلى أن الحرس الثوري الإيراني اعترض رجال البحرية البريطانية الثمانية في منطقة شط العرب وهم في طريقهم لتسليم ثلاثة زوارق بحرية إلى القوات البحرية العراقية الجديدة. وقال هون في بيان مكتوب أمام مجلس العموم مساء أول من أمس، أن البحارة أقروا خلال استجوابهم بعدما أفرجت السلطات الإيرانية عنهم، أنهم كانوا يعملون داخل المياه الإقليمية العراقية عندما أرغموا قسراً على دخول المياه الإقليمية الإيرانية. وأوضح هون على نحو ينذر بتصاعد الأزمة، أن بريطانيا ليست مستعدة لترك المسألة تمر مرور الكرام. وقال: "إننا قلقون جداً بعد أن ظهر رجال البحرية وهم معصوبو العينين ولذلك، قدمنا حتجاجاً إلى إيران، أوضحنا فيه أننا لا نتوقع تكرار الحادث". وفي الوقت نفسه، كشف هون أن الثلثاء الماضي، كان الموعد النهائي لإعادة إيران المعدات البحرية البريطانية التي كانت في حوزة الرجال، ومر التاريخ المحدد من دون إعادتها. وتشمل المعدات ثلاثة زوارق بحرية وأسلحة وذخائر ومعدات ملاحية. وفي الوقت نفسه، قال مايكل إنكرام المسؤول عن ملف السياسة الخارجية في "حكومة الظل" المعارضة المحافظة، أنه إذا ثبتت صحة ما ذكره هون، فإن ذلك "سيكون أمراً صارخاً".وأكد على ضرورة أن تقدم إيران اعتذاراً فورياً وتعيد المعدات الخاصة برجال البحرية البريطانيين. النفي الإيراني وسارعت طهران إلى النفي، مبدية استغرابها لتصريحات هون. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي: "إن هذه المواقف تثير الاستغراب وهي غير صحيحة"، مستنداً في تصريحه إلى اعترافين من وزير الخارجية البريطانية جاك سترو ومن القائم بالأعمال البريطاني في طهران، بأن الجنود دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية من طريق الخطأ. وقال آصفي: "إن القائم بالأعمال البريطاني في طهران أكد لدى تسلمه العسكرييين البريطانيين وفي محضر الاجتماع الذي حضره عدد من المسؤولين الإيرانيين بأن دخول الزوارق البريطانية إلى المياه الإقليمية الإيرانية حصل بصورة غير قانونية، ولذا تضمن محضر الاجتماع اعتذارًا قدمته القوات البريطانية". وأضاف أن "وزير الخارجية البريطاني أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني كمال خرازي أن دخول الزوارق البريطانية إلى المياه الإيرانية حصل سهواً وبصوره غير متعمدة". وقال آصفي: "ما نتوقعه من المسؤولين البريطانيين هو أن يبدوا وجهات نظرهم وفقاً للمعلومات والحقائق الدقيقة". وكانت السلطات الإيرانية اتهمت الرجال الثمانية بأنهم دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية على نحو متعمد، مما أدى إلى أزمة ديبلوماسية بين بريطانياوإيران. إلا أن تدخل وزير الخارجية البريطاني واتصاله هاتفياً بنظيره الإيرانيمرات عدة، أدى إلى حل الأزمة سلمياً. غير أن المسؤولين البريطانيين كانوا أعربوا عن الاستياء بعدما عرض التلفزيون الإيراني مشاهد للبحارة وهم معصوبي العينين. وكان البحارة اعتذروا علناً أيضاً أمام كاميرات التلفزيون عن دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية من طريق الخطأ. وتشعر إيران بقلق أمني لوجود القوات الأميركية والبريطانية على حدودها مع العراق، وهي سعت للتوصل إلى تفاهم مع البريطانيين لضمان الأمن على جانبي الحدود مع العراق. لكن المراهنة الإيرانية الحالية تتركز على التعاون مع الحكومة العراقية الموقتة التي تسلمت أخيراً زمام السلطة. وأكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي في رسالة بعثها إلى الرئيس العراقي غازي عجيل الياور أن طهران مستعدة للتعاون مع الحكومة الجديدة التي اعتبرها أنها خطوة إيجابية على طريق تحقيق الاستقرار في العراق وإنهاء الاحتلال للاراضي العراقية.