خطف مسلحون في قطاع غزة صباح امس مدرسيْن اجنبييْن لفترة وجيزة، قبل ان يطلقوهما بعد وساطة النائب الدكتور كمال الشرافي الذي تعهد للخاطفين طرح قضية اعتقال الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات ورفاقه، بجدية على جدول أعمال السلطة الفلسطينية. وكان اربعة مسلحين ملثمين خطفوا مدير المدرسة الاميركية في قطاع غزة الهولندي هندريك تاتيين ونائبه الاسترالي براين امبروزيو اثناء توجههما الى عملهما صباح امس، في واحدة من سلسلة حلقات حال الانفلات الامني المتفاقمة في الاراضي الفلسطينية، خصوصاً في قطاع غزة. واغلقت المدرسة الاميركية الواقعة في بلدة بيت لاهيا في منطقة قريبة من شاطئ البحر ابوابها واعادت الطلاب فيها الى منازلهم. وتردد ان"الجبهة الشعبية"مسؤولة عن خطف الاجنبيين استناداً الى بيان موقع من"مجموعات الشهيد وديع حداد"، المسؤول العسكري السابق في الجبهة الذي تنسب اليه ابرز عمليات خطف الطائرات في العالم في النصف الاول من سبعينات القرن الماضي. وجاء في البيان الذي نفت"الشعبية"أي علاقة لها به ان"مجموعات الشهيد وديع حداد اذ تعلن مسؤوليتها عن خطف الاجنبيين مدير المدرسة الاميركية ونائبه فاننا ندق ناقوس الخطر لكل من يعنيه الامر بان استمرار اعتقال الامين العام ورفاقه الاربعة في سجن اريحا سيئ الصيت منذ اربع سنوات انما هو استمرار لفتح الجرح، واننا لن نسمح بعد الآن باستمرار هذه المهزلة". واعتبرت ان"هذه اولى رسائلنا للسلطة اولا وللعدو الاميركي الصهيوني البريطاني ثانياً، ونؤكد في الوقت نفسه ان رسالتنا ليست موجهة ضد شعوب هاتين الرهينتين انما رسالة واضحة لمن استمر في غيه". ونفى سعدات علمه بعملية الخطف، وقال ان الجناح العسكري للجبهة هو"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"وليس"مجموعات الشهيد وديع حداد". كذلك نفت"الشعبية"رسمياً أي علاقة لها بعملية الخطف، وقال ناطق باسمها في تصريح ارسل الى"الحياة"ان الجبهة"ترى في هذا السلوك الخطف اتهاماً مفتعلاً وضاراً بالجبهة في حال الانفلات الامني الراهنة التي ترفضها الجبهة وتدين كل من يسهم فيها في شكل مباشر او غير مباشر". ورأى ان"هذه الممارسات تصب في صالح من يعملون على تعطيل آليات الديموقراطية التي ترنو اليها جماهير شعبنا باعتبارها طريقاً لإعادة بناء مؤسسات على اسس ديموقراطية تحقق الامن وسلامة المجتمع والعلاقات الوطنية الداخلية". واستنكرت ادارة المدرسة التي يدرس فيها ابناء وزراء ومسؤولين وشخصيات فلسطينية متنفذة وكبيرة حادث خطف المدير ونائبه.