طلب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، من موسكو مساعدتها من أجل"التوصل الى اتفاق مع جيران العراق لتسوية المسائل المتعلقة بالأمن"، في حين أكدت روسيا عزمها على زيادة عدد الخبراء الروس في العراق. وأسفرت زيارة زيباري الى العاصمة الروسية عن اتفاق على تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات وخصوصاً الطاقة. وشكلت نتائج محادثات زيباري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف نقلة في العلاقات الثنائية وصفتها مصادر روسية بأنها"مهمة جداً"، وخصوصاً أن الزيارة جاءت بعد مرور أسابيع قليلة على زيارة مفاجئة لسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي ايفانوف الى بغداد، وهي الأولى لمسؤول روسي رفيع المستوى الى العراق منذ سقوط نظام صدام حسين. وحرص لافروف على الإشارة الى هذه الزيارة، مؤكداً أن الفترة المقبلة"ستشهد زيارات أخرى لمسؤولين روس الى بغداد". وأكد خلال مؤتمر صحافي عقده الوزيران في ختام محادثاتهما أن بلاده تنوي زيادة عدد الخبراء الروس في العراق. ومعلوم أن مئتي خبير روسي يعملون حالياً في مجال إعادة تأهيل قطاع الطاقة الكهربائية، لكن لافروف قال إن هذا العدد"سيزيد قريباً بمقدار ما تسمح الظروف الأمنية"، لافتاً الى أن المحادثات أسفرت عن الاتفاق على إصدار توصية في شأن المشاركة الروسية في إعادة إعمار وتأهيل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية العراقية. وأضاف الوزير الروسي أن بلاده عازمة على بذل جهود إضافية للمساعدة في مجال إعمار وتأهيل الاقتصاد العراقي، وتطوير العلاقات مع هذا البلد، وخصوصاً في المرحلة الانتقالية الحالية. وكشف أن إعداد الكوادر يشغل حيزاً مهماً من التعاون بين البلدين، مشدداً على أن بلاده ستواصل استقبال الكوادر العراقية للتدريب والدراسة في المدن الروسية. وعلى الصعيد الداخلي العراقي، أكد لافروف أهمية تطوير الحوار الوطني بين العراقيين، داعياً الى"ضمان مشاركة جميع الأطراف السياسية والدينية العراقية في الانتخابات المقبلة". واعتبر ذلك"شرطاً ضرورياً يشكل خطوة مهمة في طريق بناء العراق الديموقراطي الفيديرالي الموحد"، مشيراً الى أن موسكو تدعم جهود المجتمع الدولي الهادفة الى توفير ظروف مناسبة لاستقرار الوضع في العراق. أما زيباري، فقال إن مناقشات الطرفين تطرقت الى عدد من الملفات الاقليمية، بما فيها"التدحل الخارجي في الشؤون العراقية"، مضيفاً أن الجانب العراقي طلب من روسيا تقديم مساعدة"من أجل الاتفاق مع جيراننا لتسوية المسائل المتعلقة بالأمن". ورأت أوساط روسية في الزيارة خطوة مهمة باتجاه كسر الجمود الذي أصاب العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية.